قامت عائلة مغربية بالتبرع بأعضاء أحد أبنائها البالغ من العمر 10 سنوات، ما مكن من وضع حد لمعاناة 5 أطفال آخرين كانوا يعانون من أمراض مختلفة، بعضها فتاك ومفض للوفاة، كالحالة الخطيرة التي عاشتها الطفلة حسناء إد أكرام، قبل أن تكلل بالنجاح
عملية زرع
الكبد لها تحت إشراف فريق طبي رفيع المستوى بالمركز الاستشفائي محمد السادس بمدينة مراكش وسط
المغرب.
ووفقا لمعطيات حصلت عليها "عربي21"، فإن عملية
التبرع تلك تمت بعد أن اعتبر الطفل ذي العشر سنوات في عداد الموتى إكلينيكيا، وقد مكن تبرع عائلته بأعضائه من الاستفادة من كليتيه، واحدة استفادت منها طفلة عمرها 16 سنة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالعاصمة الرباط، والثانية استفادت منها طفلة عمرها 13 سنة بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بمدينة فاس، وقد تم نقل الكلية بأحدث التقنيات.
وعلمت "عربي21" كذلك، أنه سيتم الثلاثاء 24 حزيران/ يونيو بفضل تبرع الأسرة المذكورة، إجراء عمليتين لزرع القرنية لفائدة طفلين آخرين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش.
وكانت عائلة حسناء المنحدرة من أسرة معوزة جنوب المغرب قد وجهت نداء استغاثة عبر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب منذ خمسة أشهر، وذلك بعد أن أجريت لها فحوصات طبية وتحاليل مخبرية بمستشفى الحسن الثاني بأغادير أكدت كلها ضرورة إجراء عملية زرع الكبد لهذه الطفلة، وهي عملية باهظة الثمن وليس في مقدور عائلتها تحمل مصاريفها وقد قدر مبلغها بـ 300 مليون، فضلا عن مصاريف التنقل لإحدى الدول الغربية، كل ذالك حتى تتفادى حسناء مصير أختين لها فارقا الحياة بسبب المرض نفسه، كما بينت ذلك أم الطفلة.
الطفلة حسناء التي أجريت لها العملية ولا تزال تحت العناية في مصلحة الإنعاش الطبي بالمركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش، وجه أبوها الحسن إد أكرام رسالة شكر على الصفحة التي تحمل اسمها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، داعيا الله أن يجزي وزير الصحة الحسين الوردي خير الجزاء لتكفله بالعملية.
وعبر الأب في ذات الرسالة عن أن العائلة تحولت من حزن إلى فرح وسرور بنجاح العملية لحسناء بعد شهور من اصفرار عينها وانتفاخ بطنها. وزاد الأب بأن العائلة تلهج بالدعاء لكل من ساهم من قريب أو بعيد في أن تتماثل ابنته للشفاء دون أن يخطفها منه الموت كما حدث من أختين سابقتين توفيتا بنفس المرض.
وتعتبر عملية زرع الكبد التي أجريت للطفلة حسناء بمراكش ثاني عملية من نوعها تجرى في هذا المركز الاستشفائي بعد عملية سابقة استفاد منها طفل في العاشرة من عمره قبل شهرين انطلاقا من متبرع حي هو والد الطفل المريض، وقد قامت بالعملية لجنة زرع الكبد بتعاون مع الفريق الطبي لجراحة الكبد التابع لمستشفى بوجون بباريس، تحت إشراف البروفسور ج. البلغيتي.
من جهة أخرى قام وزير الصحة السبت الماضي بزيارة الطفلة حسناء ووجه الشكر لكل أفراد الطاقم الطبي الذي أشرف على هذه العملية الدقيقة، ونوه بالجهود التي يبذلونها من أجل تطوير أدائهم المهني والرفع من مستوى الخدمات الطبية بالمغرب. وشكر الوزير الوردي أفراد أسرة الطفل المتبرعة بأعضاء ابنها التي قامت بهذا العمل الإنساني النبيل الذي يعتبر صدقة جارية، سائلا العلي القدير أن يرزقهم الصبر في فقيدهم.