رغم التصعيد الإسرائيلي المتواصل في أرجاء الضفة وأجواء غزة، وعمليات المداهمة للبيوت والاعتقالات المستمرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلا أن ذلك لم يثن الفلسطينيين عن متابعتهم لمونديال كأس العالم الذي انطلق في 12 حزيران/ يونيو 2014.
ومن الملاحظ امتلاء المقاهي وأماكن التجمعات العامة بروادها الذين يتابعون مباريات كأس العالم عبر شاشات التلفزة، إضافة إلى المتابعة في البيوت.
ورغم حالة التوتر التي تشهدها المدن الفلسطينية مع الحملة العسكرية الإسرائيلية عقب اختفاء ثلاثة مستوطنين قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، إلا أن التشجيع لمنتخبات بعينها يبدو واضحا عبر ما ينشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أو من خلال رفع أعلام بعض الدول المشاركة على أسطح البيوت.
ويقول محمد البدوي مالك محل لبيع "الرسيفرات" لـ"عربي21"، إن طرق متابعة المباريات تتباين، إلا أن البعض يقوم بمشاهدة مباريات المونديال عبر المواقع الإلكترونية سواء المتخصصة بالرياضة أو مواقع محلية إلكترونية، ومنهم من يقوم بربط المواقع الإلكترونية على التليفزيونات الذكية الموجودة حاليا.
وينوه البدوي إلى أن الاقبال على مشاهدة المباريات أقل من سابقه، سببها الظروف الراهنة والوضع المعيشي الصعب، حيث لا يقدر معظم الناس على دفع الأموال مقابل القنوات المشفرة.
وترتفع نسبة متابعة المباريات عند شريحة الشباب، حيث ترى الشابة صفاء ديرية في حديثها لـ"عربي21" أن
كرة القدم تجذب الكثير إليها بشكل عام ومن أعمار مختلفة، لكن كأس العالم على حد تعبيرها له اهتمام خاص عند الجميع، "له متعته الخاصة عدا عن أنه لا يأتي إلا كل أربع سنوات".
وتتابع بأن "الشعب الفلسطيني كغيره من الشعوب ينتظر كأس العالم ليتمتع به، لكن يواجه مشاكل مادية في مشاهدته فلا يستطيع الكل شراء قنوات لذلك يلجأ إلى المواقع الإلكترونية والبقاء في المقاهي لوقت متأخر".
وأشارت ديرية والتي تشجع منتخبي إسبانيا والأرجنتين، إلى أن مظاهر الفرح بالمونديال غير مبالغ فيها بشكل كبير في فلسطين، إذا ما قورنت بغيرها من الدول الأخرى.
أما الشاب محمد ناصر، فقال إنه انتظر وأصدقائه المونديال بفارغ الصبر رغم أنه لا يتابع الأحداث الرياضية باستمرار، إلا أن لأجواء المونديال في فلسطين وضعا خاصا، من حيث المتابعين والمشجعين، على حد قوله.
ونوه إلى أن أبرز مظاهر الاحتفال بالمونديال في مدينة نابلس رفع أعلام الفرق الرياضية على أسطح وجدران المنازل.
ناصر والذي يشجع الفريق الألماني قال لـ"عربي21" إن "متابعة المباريات لا تنسي الفلسطيني واقعه، والتصعيد الإسرائيلي، وإضراب
الأسرى عن الطعام".
بدوره قال اللاعب في المنتخب الأولمبي الفلسطيني محمود أبو وردة، إن الخمس سنوات الأخيرة شهدت تناميا في الاهتمام في الرياضة في فلسطين، وخاصة كرة القدم، وهذا انعكس على الشباب، وعزز تأهل منتخب فلسطين لأمم آسيا من اهتمام الفلسطينيين بكرة القدم ومتابعتها، إضافة إلى اهتمام الصحافة المحلية بالرياضة.
وأكد أبو وردة لـ"عربي21" أن هناك اهتماما كبيرا من الشارع الفلسطيني بالرياضة، خاصة بالمنتخب الأول الأولمبي، الذي يحلم للوصول إلى العالمية.
وأشار إلى أن الرياضة هي "وسيلة سلام ومحبة، وليست وسيلة قتل وعنف، يقدم من خلالها المنتخب صورة جميلة عن الشعب الفلسطيني".
الأسرى لن يشاهدوا كأس العالم
وكان المختص بالشؤون الإسرائيلية محمد أبو علان قال إن مجموعة من التوصيات سترفع لوزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من هذه التوصيات سحب القنوات التلفزيونية والصحف، بالإضافة إلى تخفيض الزيارات العائلية للأسرى، بحسب موقع "واللا" الإسرائيلية.
وأوضح الموقع أن الأسرى لن يكون بمقدورهم مشاهدة مباريات كأس العالم الجارية هذه الأيام.
ويواصل الأسرى الإداريون إضرابهم عن الطعام لليوم 56 على التوالي، احتجاجا على الاعتقال الإداري.