المعطيات التي تم الكشف عنها بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال وتهم سنة 2013، أفادت أن 80% من أولئك الأطفال لا يتوفرون على أي شهادة تعليمية، و30% منهم لا يتوفرون على أي مستوى دراسي ولم يسبق لهم ولوج أي مؤسسة تعليمية، و30% من بين البالغين من العمر ما بين 10 و14 سنة هم أميون في الأصل.
التقرير الذي اعتبر أن قساوة الأوضاع الاجتماعية وعدم تكافؤ فُرص الولوج إلى التعليم أبرز أسباب
عمالة الأطفال بالمغرب، كشف أن 25,4% فقط من هؤلاء الأطفال يشتغلون بالموازاة مع تمدرسهم وأن 54,8% غادروا المدرسة دون إتمام مرحلة التعليم الإجباري (9 سنوات الأولى) بينما لم يسبق ل 19,8% منهم أن تمدرسوا.
البحث الذي ينجز كل سنة يعتمد عينة من 60 ألف أسرة (قرابة 250 ألف شخص) تمثل مجموع التراب الوطني ومختلف الفئات الاجتماعية.
من جهة أخرى، قال التقرير إن تشغيل الأطفال يبقى متمركزا في قطاعات اقتصادية معينة. وهكذا، بالوسط القروي، فإن 94% يشتغلون بقطاع "الفلاحة، الغابة والصيد". أما بالوسط الحضري، فإن قطاعي "الخدمات" ب65,5% و"الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية" بـ 22,2% يعتبران أهم القطاعات المشغلة للأطفال.
وفي معطيات حول المحيط الأسري لأولئك الأطفال، سجل التقرير أن هذه الظاهرة تهم تشغيل الأطفال 75.135 أسرة، أي ما يمثل 1,1% من مجموع الأسر
المغربية، متمركزة أساسا بالوسط القروي (65.976 أسرة مقابل 9.159 أسرة بالمدن.
كما أن هذه الظاهرة حسب التقرير ذاته، تهم بالخصوص الأسر الكبيرة ، حيث تبلغ نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفل مشتغل 0,3% بالنسبة للأسر المكونة من ثلاثة أفراد وترتفع تدريجيا مع حجم الأسرة لتصل إلى3% لدى الأسر المكونة من ستة أفراد أو أكثر.
على المستوى الجهوي، ومن خلال معطيات الخمس سنوات الأخيرة التي أوردها التقرير، تبين أن 70% من الأطفال المشتغلين هم متمركزون بأربع جهات من المملكة. وتضم جهة (دكالة- عبدة) بمفردها أكثر من ربع هؤلاء الأطفال بنسبة 24,8% ، متبوعة بجهة (مراكش –تانسيف- الحوز) بـ 18,2% ، ثم جهة (الشاوية -ورديغة) بنسبة 16,1% ، ثم أخيرا جهة (الغرب-شراردة-بني حسن) بـ10%.
خلال سنة 2013،أشار التقرير في دراسة مقارنة أن عدد الأطفال النشيطين المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين7 وأقل من 15 سنة بلغ حوالي 86 ألف طفل اي حوالي 1,8% من مجموع الأطفال الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية. وقد عرف هذا العدد تراجعا ملحوظا منذ سنة 1999، حيث كان يمثل9,7% من هذه الفئة.
التقرير أكد الصلة الوطيدة بين الفقر وتشغيل الأطفال، حيث أشار إلى أنه كلما "نتفدم في السلم الاجتماعي كلما تنخفض ظاهرة تشغيل الأطفال".