كتبت روث شيرلوك وكارول معلوف في صحيفة "صاندي تلغراف" عن عودة الكثير من أهل
الموصل بعد أيام من دخول تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام (
داعش) للمدينة.كل هذا رغم عمليات الإعدام التي وضعت على الانترنت كوسيلة دعائية، والنظام الإسلامي الذي فرضوه في المدينة.
فقد فر أكثر من 50.000 مدني من الموصل بعد سيطرة داعش يوم الإثنين على الموصل. وها هي عشرات الآلاف منهم يعودون لبيوتهم.
"ففي المدينة السنية تعامل السكان مع إخراج الجيش العراقي كانتصار محلي وكوسيلة لتقوية أهل الموصل ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والحكومة التي يتسيدها
الشيعة الذين يشعرون أنهم اضطهدوا الناس".
ونقل عن ماهر "عشنا لسبعة أعوام في سجن، والناس الذين جاءوا أفضل من جيش المالكي"، مضيفا "كل الموصل تشعر بهذه الطريقة".
ومع أن ماهر، استاذ اللغة الإنكليزية المهذب لا يشبه بأي حال مقاتلي داعش لكن التعاطف الذي أظهره مع الغزاة الجدد يلخص التهديد الذي تمثله
بغداد والتحديات التي تواجه المالكي لاستعادة المدينة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه بريطانيا عن إرسال مستشارين من القوات البريطانية الخاصة "أس إي أس" لمواجهة داعش، إلا أن المشكلة لا ترتبط فقط بطرف واحد يجب تدميره بل العداء المستحكم الذي يشعر به السكان ضد الحكومة العراقية.
ووصف ماهر الذي كان يقود عائلته في سيارته "سيدان" عائدا للموصل الوضع فيها "بالعادي فقد عادت المدارس والمستشفيات للعمل" مضيفا " لا يوجد هناك ضغط من داعش، ويوم أمس قاموا باستعراض لعرض الأسلحة التي أخذوها من الجيش العراقي وخرج الناس للمراقبة، ويشعر الناس بالأمن".
وتظهر أشرطة فيديو رجال ملثمون في شوارع الموصل وهم يقومون بحراسة الشوارع، وهم يلوحون للسيارات بهدوء للمرور على تقاطعات الطرف، فيما تظهر لقطات مقاتلوا داعش وهم يصلحون خطوط الكهرباء".
ونقلت عن امرأة تحدثت من بيتها في الموصل "يقوم المسلحون بتنظيم كل شيء حتى الخدمات البلدية، وتم تنظيف الشوارع من القمامة، والكهرباء تعمل بشكل جيد ونحصل الآن على 9 ساعات في اليوم وهو احسن مما كان عليه الوضع في عهد صدام".
و "الآن ونحن تحت سيطرة الجماعات المسلحة نشعر بسلام رائع وهو ما افتقدناه منذ أكثر من عقد أي منذ 2003".
وكل من تحدثت إليهم الصحيفة وصفوا القوات العراقية "بميليشيا المالكي". فبعد الغزو عين المالكي قادة من الجنوب لقيادة القوات في الموصل. ولأن الجنود لم يشعروا بالولاء للمدينة فقد تصرفوا بطريقة احتقرت السكان واتسمت بالعنف.
وكان الجيش عادة ما يقوم بعمليات اعتقال جماعية وأي سني كان بالصدفة في مكان حادث. وتم تقسيم المدينة من خلال نقاط تفتيش كان من الصعب على الاهالي المرور منها، وكان الجنود يدخلون المحلات ومحطات الوقود وياخذون منها ما يريدون بدون دفع ثمن.
ويقول رفعت، عامل محل حلوى إنه قضى ستة أشهر في السجن بعد انفجار عبوة ناسفة قرب المحل الذي كان يعمل فيه "القى الجنود القبض على كل العمل في المنطقة ووضعوا في السجن، وقالوا إننا إرهابيون" وفي "ظل المالكي كان حقا يسيئ معاملة السنة ويقتلهم" و "سنعيش تحت ظل القاعدة حالة اعطوا الناس حقوقهم، وليست لدينا مشكلة مع قوانين الشريعة حتى لو طلب من النساء تغطية وجوههن".
ولكن بعض السكان لاحظوا نزعة شرسة عند الجهاديين الذين يتصرفون الآن بطريقة حسنة.
فأحمد هو رجل شرطة من الموصل هرب منها بعد مشاهدته داعش وهي تعدم أربعة جنود "أنا مختبيء في بيتي الآن، ويمكنني رؤية نقاط التفتيش لداعش حيث قاموا بفحص الهويات والتدقيق في الأسماء في قائمة لديهم"، وبعدها سحبوهم من السيارات وصفوهم وأمسكوا برؤوسهم وقطعوها بالسيف.
وتشير الصحيفة إلى أن الجهاديين قاموا في الأيام الأولى بعمليات انتقام عندما داهموا مراكز الشرطة والجيش وقاموا بعمليات انتقام من جنود عذبوا الجهاديين في السجون.