دعا هيئة علماء المسلمين، التي يترأسها حارث الضاري المعارض لحكومة نوري المالكي في
العراق، إلى إطلاق سراح القنصل التركي والرعايا الأتراك المحتجزين في الموصل (شمالا).
وأسدت الهيئة في بيان، مساء الجمعة "جملة من النصائح" إلى من أسمتهم بـ "ثوار العراق".
واعتبرت الهيئة في بيانها المطول أنه "من الخطأ القاتل استعداء دول العالم، ولاسيما دول الجوار، فالثورة مازالت برعما يسهل قطعه، ونضرب مثلا بمشكلة تعترض طريق
الثورة الآن، وهي مشكلة القنصل التركي المحتجز والرعايا الأتراك المحتجزين معه حيث ليس في هذا الاحتجاز أي مصلحة للثورة وأبنائها والشعب العراقي قطعا، مهما كانت الدواعي والأسباب".
وأضافت الهيئة في بيانها انه "من المحتمل أن تستغل هذه القضية ذريعة لاستهداف الثورة والشعب من قبل المجتمع الدولي، وحينها سيدخل الجميع في نفق مظلم، وقد يتبدد كل شيء، وليس من حق أحد أن يغامر بمصير شعب".
وتابعت إن "أبناء الثورة عليهم ـ من وجهة نظرنا وقبل أن يتعقد هذا الملف ـ أن يسارعوا في إطلاق سراح المحتجزين إبعادا للثورة عن المخاطر، وحفاظا على مكتسباتها، أو الإعلان الصادق من قبل كل فصائل الثورة عن عدم تورطها في ذلك والبراءة منه، والتعهد بالبحث عن المحتجزين لإطلاق سراحهم، وبهذا سيسحب الثوار البساط ممن يتربص بالعراق وأهله شرا، كما سيكون في ذلك إبداء حسن نية لدولة مجاورة لا يمكن تجاهل تأثيرها في المنطقة".
وكانت الخارجية التركية أفادت في بيان لها، مساء الأربعاء المنصرم، أن قوات من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (
داعش)، هاجمت مقر القنصلية التركية في الموصل بشمال العراق، وأخذوا 49 شخصا رهينة، ونقلوهم إلى مكان غير معروف، لافتة إلى أن القنصل من بين الرهائن.
كما أوضح البيان أن التنظيم احتجز 31 مواطنا
تركيا، كانوا يعملون في محطة كهربائية بناحية "القيارة"، التابعة لمدينة الموصل.
وأدى هذا الحادث إلى إدانات دولية واسعة، وأكدت معظم الدول وقوفها جانب تركيا شعبا وحكومة خلال هذه الأزمة، ورفضهم لممارسات (داعش) في العراق.