وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" ما يجري في العراق بأنه كارثة، وعبرت عن دهشتها عن فشل أمريكا والحكومة العراقية، قائلة: "كانوا يتشاركون في المعلومات الأمنية.. وفوجئوا بسرعة الأحداث".
وقالت إن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري
المالكي: "يبدو أنه كان في حالة
ذعر، وهذا ليس مفاجئا، لأنه الوحيد أكثر من غيره الملام على الكارثة.. كان المالكي مركزيا في الفوضى السياسية التي سممت العراق"، حيث حاول "تمييل كفة السلطة" لصالح الشيعة على حساب السنة، وفاقم من الأزمة الطائفية، وخلق مناخا انتعش فيه "المتطرفون"، وفق الصحيفة.
وعبرت الصحيفة عن دهشتها من فعالية الدولة الإسلامية في العراق والشام التي قالت إنها "استطاعت السيطرة على مدينة الموصل"، ثاني المدن العراقية من ناحية الأهمية، واحتلت المراكز الاستراتيجية فيها، ومصفاة النفط في بيجي التي تقع جنوب الموصل، في حين أن من قام بالسيطرة فعليا هي قوات ثوّار العشائر، ويواصل "الثوّار" تقدمهم نحو العاصمة بغداد.
وأشارت الصحيفة إلى الكارثة الإنسانية، حيث تم إجبار نصف مليون عراقي على مغادرة بيوتهم والهروب باتجاه مدينة إربيل في كردستان العراق، فيما تناقت أنباء عن عودة الكثيرين إلى المدينة بعد تأمينها من قبل ثوّار العشائر.
وروّجت الصحيفة إلى ما وصفته بـ"التمرد" وإنجازاته، وبأنه لن يمثل تهديدا على العراق في حالة استطاع "داعش" إقامة إمارة إسلامية كما نجح في سوريا، على حد قولها، معللة ذلك بأنه "لا أحد يريد هذا.. لا الأتراك أو الأكراد ولا الإيرانيين".
وحاولت الصحيفة ربط بروز "داعش" بخروج القوات الأمريكية من العراق، قائلة: "خرج التنظيم هذا من عباءة تنظيم القاعدة في العراق أو ما عرف بالدولة الإسلامية في العراق، والذي يتميز بالعنف المبالغ فيه.. وانفصل التنظيم عن القاعدة الرئيسي بعد قرار أيمن الظواهري، زعيم القاعدة اعتبار جبهة النصرة لأهل الشام الممثل له في سوريا".
وعبرت الصحيفة عن قلقها من الطريقة التي هرب فيها الجنود العراقيون الذين تخلوا عن أسلحتهم لصالح قوات العشائر، "كل هذا رغم المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة على إعداد وتدريب القوات العراقية بعد حل الجيش العراقي السابق".
كما أنها عبرت عن قلقها من كميات الأسلحة التي قالت إن مقاتلي "داعش" حصلوا عليها، "وهي أسلحة أمريكية متقدمة".
وأضافت الصحيفة أنه "في ظل جبن الجيش العراقي فمن المفهوم قيام الأكراد الذين يديرون منطقة حكم ذاتي ناجحة قاموا بالتحرك وسيطروا على مدينة كركوك الغنية بالنفط، وهي خطوة تشير لنزعة انفصال عن الدولة"، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاضطرابات في العراق أعادت النقاش حول قرار الرئيس باراك
أوباما بالانسحاب من العراق عام 2011، دون ترك قوات هناك "وهو نقاش أكاديمي، لأن العراقيين رفضوا، وكانت الفلوجة أول مدينة استهدفها المسلحون، وغير المالكي رأيه وطلب في العام الماضي المساعدة من البيت الأبيض الذي سارع وزوده بصواريخ هيلفاير، وطائرات استطلاع، أما المطالب العراقية الأخرى مثل طائرات دون طيار، مقاتلات أف-16 ومروحيات أباتشي فهي في الطريق".
وذكرت أيضا بطلب المالكي الشهر الماضي من واشنطن القيام بهجمات، ولأن أمريكا لديها مصلحة استراتيجية في استقرار العراق، فقد قال أوباما الخميس الماضي إنه مستعد لتقديم المزيد دون تقديم تفاصيل.
ولكنها تقول إن "العمل العسكري يبدو في الوقت الحالي فكرة سيئة، لأن الولايات المتحدة ببساطة لا يمكن أن تتورط بجولة جديدة من الحرب، وعلى أي حال فأسلحة جديدة وغارات جوية لن يكون لها أثر إن أثبت الجيش العراقي عجزا لاستخدامها أو الدفاع عن البلد".
وتساءلت الصحيفة: "لماذا تريد الولايات المتحدة كفالة زعيم خطير كالمالكي والذي يحاول البقاء في السلطة لمرة ثالثة؟ والأمر في النهاية بيد القادة العراقيين لتسمية رئيس وزراء جديد، يقوم بتشكيل السلطة ويجري الإصلاحات المطلوبة، ويضم للنظام السياسي والإقتصادي جماعات أثنية وطائفية خاصة السنة" التي وصفتهم بـ"المهمشين".