أكد تنظيم "الدولة الإسلامية في
العراق والشام" في بيان الأربعاء سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي أعلنها ولاية، متعهدا بشن "غزوات" جديدة.
وقال التنظيم في البيان الذي نشره على حسابه الخاص بنينوى على موقع تويتر "تمت السيطرة بالكامل على جميع منافذ الولاية (نينوى) الداخلية والخارجية وبإذن الله سوف لن تتوقف هذه السلسلة من الغزوات المباركة".
وتابع البيان الذي حمل اسم "غزوة أسد الله البيلاوي أبي عبد الرحمن" "نهنئ الأمة الإسلامية بالفتح المبين الذي من الله به علينا في ولاية نينوى المباركة".
أعلن مصدر أمني عراقي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس الأربعاء أن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" اختطفوا القنصل التركي في مدينة
الموصل الشمالية التي يسيطرون عليها مع 24 من مساعديه وأفراد حمايته.
وأضاف المصدر الأمني وهو ضابط في الشرطة برتبة عقيد أن القنصلية التركية في الموصل "في أيدي
داعش".
وذكر المصدر ذاته انه تحدث مع أحد الخاطفين الذي ابلغه بانه سيتم التحقيق مع القنصل وحراسه ومساعديه، وانه يجري نقله إلى "مكان آمن".
في السياق ذاته حمل محافظ نينوى العراقية، أثيل النجيفي، الأربعاء، رئيس الوزراء العراقي نوري
المالكي، مسؤولية سقوط عاصمة المحافظة، الموصل، بأيدي مسلحين، وأشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لم يسيطر وحده على المدينة، وتحدث عن تقارير بـ"بوجود تعاون وتنسيق بينه والنظام السوري".
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في أربيل عاصمة إقليم شمال العراق، قال النجيفي، إن "القادة العسكريين والجيش العراقي تبخروا في الموصل".
وأوضح أن "قادة وضباط عسكريين أطلعوا المالكي على تقارير خاطئة عن الوضع الأمني في نينوى، وقدموا له معلومات مختلفة عن الواقع قبل ساعات من الانهيار"، وطالب بـ"محاكمة عسكرية لهؤلاء القادة لهروبهم من المدينة".
عشائر نينوى بالموصل تقاوم "داعش"
في المقابل، أعلنت مجموعة عشائر نينوى، الأربعاء، عن مقتل 23 مسلحا من "داعش" معلنة البدء بتحرير حي الوحدة في الموصل، وفق مانقله موقع "السومرية نيوز".
ونقل المركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي شبه الرسمي عن أحد شيوخ العشائر ويدعى إياد البرية قوله، إن "عددا من عشائر نينوى تحركت باتجاه حي الوحدة وطردت داعش من الحي، وقتلت 23 إرهابيا ، أغلبهم كانوا يقاتلون في سوريا"، على حد قوله.
وأضاف البرية أن "مجاميع مسلحة هددت جميع الموظفين في حي الوحدة، وطلبت من المواطنين مبايعة داعش وإعلان مايسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام".
يذكر أن مسلحين ينتمون لتنظيم "داعش" يسيطرون، منذ الاثنين الماضي، على مبنى محافظة نينوى ومطار الموصل وقناتي سما الموصل ونينوى الغد الفضائيتين، فضلا عن مراكز أمنية ومؤسسات رسمية أخرى، كما انتشروا في الساحلين الأيمن والأيسر من المدينة، فيما تمكن آلاف السجناء من الهروب من سجون بادوش والتسفيرات ومكافحة الإرهاب في المحافظة، بعد سيطرة المسلحين عليها.
السيطرة على تكريت مسقط رأس صدام
سيطر مقاتلو "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، عصر الأربعاء، على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس الراحل، صدام حسين، مركز محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، بحسب مصدر أمني.
وقال شهود عيان إن "مسلحو داعش لم يحتاجوا سوى بضع دقائق ليفرضوا سيطرتهم على المدينة بعد إطلاقهم عددا من الطلقات النارية في الهواء".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال النقيب بالشرطة، عمر الجبوري، إن "قوات الجيش انسحبت بشكل مفاجئ من مدخل تكريت، ولم يبق سوى عناصر الشرطة وقوات التدخل السريع في المدينة".
اشتباكات عند مدخل مدينة سامراء
وفي سياق متصل، تدور اشتباكات بين قوات عراقية ومجموعات من المسلحين عند المدخل الشمالي لمدينة سامراء الواقعة على بعد 110 كلم شمال بغداد، بحسب ما أفاد شرطي وشهود عيان.
وتحوي سامراء مرقد الإمامين العسكريين، علي الهادي الإمام العاشر وحسن العسكري الإمام الحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية، والذي أدى تفجيره عام 2006 إلى اندلاع نزاع طائفي قتل فيه الآلاف.
ونجح مقاتلو "داعش" في التمدد جنوبا بعدما احكموا قبضتهم على مدينة الموصل في شمال العراق، حيث تمكنوا الأربعاء من السيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، واضعين وحدة البلاد أمام أكبر تحدياتها منذ اجتياح العام 2003.
وانتشرت منذ ساعات الصباح الأولى في الموصل (350 كلم شمال بغداد) مجموعات من المسلحين الذين ارتدى بعضهم زيا عسكريا فيما ارتدى آخرون ملابس سوداء من دون أن يغطوا وجوههم قرب المصارف والدوائر الحكومية وداخل مقر مجلس محافظة، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وأضاف هؤلاء أن الهدوء سيطر الأربعاء على شوارع الموصل بعد يوم من سقوطها في إيدي مقاتلي "الدولة الاسلامية"، فيما أغلقت محالها أبوابها، وسط جولات قام بها المقاتلون بسياراتهم دعوا خلالها عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه الى دوائرهم.
ويتخوف سكان الموصل الذي يبلغ عددهم نحو مليوني شخص من تعرض المدينة لعمليات قصف من قبل الجيش كما يحدث في مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في الأنبار والتي يسيطر عليها أيضا تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" منذ بداية العام، وفقا لما أفاد به سكان في المدينة.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في بيان الأربعاء أن أكثر من 500 ألف مدني فروا من المعارك في الموصل ومنطقتها.
وفيما كان العراقيون منشغلين بأحداث الموصل ومحافظة نينوى التي أعلنوها ولاية إسلامية، شن المقاتلون المسلحون هجوما على محافظة صلاح الدين جنوب نينوى لينجحوا وخلال ساعات قليلة في السيطرة على مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز المحافظة، بعد انسحاب مفاجئ لقوات المالكي.