في الوقت الذي تتعاظم فيه الضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية بعدم السماح لحماس بدور سياسي في المستقبل، شرعت الحكومة "
الإسرائيلية" بحملة دعائية واسعة النطاق تهدف للضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس للتحرك لاستعادة سيطرته على قطاع غزة، وتفكيك الذراع العسكري لحركة
حماس "كتائب عز الدين القسام".
وكشفت النسخة العبرية لصحيفة "هآرتس" مساء الاثنين، النقاب عن أن الحكومة "الإسرائيلية" أجرت اتصالات مع عشرات الدول في أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا تطالبها بالضغط على عباس لاستعادة سيطرته على قطاع غزة والهيمنة من جديد على الأجهزة الأمنية العاملة هناك.
ونوهت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية أرسلت الخميس الماضي برقيات سرية إلى السفارات والقنصليات "الإسرائيلية" في جميع أرجاء العالم تطالبها بالشروع في حملات دعائية بهدف بلورة إجماع دولي ضد إبقاء حركة حماس في القطاع، وذلك رداً على اعتراف معظم دول العالم بحكومة التكنوقراط التي شكلها عباس مؤخراً.
وجاء في البرقية الموجهة للسفراء والقناصل الصهاينة: "يتوجب عليكم أن تتوجهوا لأرفع المستويات السياسية في البلد التي تعملون فيها وإبلاغها مطالبتنا أبو مازن أن يترجم أقواله كما وردت في إعلان الحكومة الجديدة، سيما قبول الحكومة بشروط الرباعية، إلى أفعال وأن يطبق سيطرته على قطاع غزة".
ونوهت الصحيفة إلى أن جلعاد كوهين، مساعد وكيل الخارجية هو الذي وقع على الرسائل التي وصلت إلى السفراء والقناصل.
وطلب من السفراء الصهاينة أن يشددوا أمام ممثلي الدول التي يعملون فيها أنه يتوجب على أبو مازن أن ينشر قواته على الخط الحدودي مع الكيان الصهيوني والمعابر الدولية، على اعتبار أن هذا الالتزام يمثل جوهر الاعتراف بشروط الرباعية، التي تتضمن "نبذ الإرهاب".
وجاء في البرقية: "على أبو مازن أن يثبت أن نبذ الإرهاب، كجزء من التزامه بشروط الرباعية مطبق على جميع المناطق التي تمثلها الحكومة الجديدة، وضمنها قطاع غزة، علاوة على أنه سيتم تقييم أبو مازن من خلال قدرته على منع العمليات العنيفة، وضمن ذلك المقاومة الشعبية في الضفة الغربية".
ويذكر أن هذه هي البرقية الثانية التي أرسلتها "إسرائيل" لسلكها الدبلوماسي العامل في الخارج في أعقاب تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة للمطالبة بعدم السماح بالاعتراف الدولي بها.
وتأتي البرقية الثانية في أعقاب الإحباط الذي يسود "إسرائيل" إثر الاعتراف الدولي الواسع بحكومة التكنوقراط برئاسة رامي الحمد الله.
وقد استفاد التحرك "الإسرائيلي" من التحركات الواسعة التي يجريها الكونغرس الأمريكي للتضييق على أبو مازن في كل ما يتعلق بحكومة التكنوقراط الجديدة.
ونقلت صحيفة "جيروسلم بوست" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت منديس قوله إن الولايات المتحدة لن تسمح بتمويل حكومة يشارك فيها ممثلو حركة حماس.
ويذكر أن الحكومة الفلسطينية الجديدة تخلو تماماً من أي ممثل لحركة حماس أو التيار الإسلامي بشكل عام.
من ناحيته دعا صموئيل بيرغير، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق إلى عدم السماح لحركة حماس في المشاركة في الانتخابات القادمة.
وخلال كلمته أمس أمام مؤتمر "هرتسليا"، الذي يناقش قضايا الأمن القومي، قال بيرغير إنه يتوجب على الدول العربية والاتحاد الأوروبي أن يضغطوا على السلطة الفلسطينية لعدم السماح لحركة حماس بالمشاركة في الانتخابات.