تزايد العبث في الاستشهاد بالقرآن بين مؤيدي السيسي

لاحظ مراقبون اتساع ظاهرة العبث لدى الاستشهاد بالقرآن الكريم، أو الاقتباس من آياته، فضلا عن عدم احترام الشعائر الإسلامية، في الآونة الأخيرة، بين مؤيدي عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب.
 
فقد امتنعت قنوات التليفزيون المصري مساء الأحد عن التنويه لموعد أذان المغرب، وواصلت بث وقائع حفل تنصيب السيسي، وتابعت وصول موكبه إلى قصر القبة لحضور حفل تنصيبه، متجاهلة التنويه إلى أذان صلاة المغرب، كما هو معتاد.
 
وخرجت صحيفة "الوطن" الداعمة للانقلاب الإثنين بمانشيت حول تنصيب السيسي يقول: "سنعيدها سيرتها الأولى"، ولتبرير الاستعانة بالآية، قالت الجريدة في مقدمة التقرير: "بمراسم مهيبة، عادت مصر بيتا للعرب والعالم مثل سيرتها الأولى، وردت لمنصب الرئاسة وقاره.. أجلس الشعب المشير عبدالفتاح السيسي على عرش مصر، بعد انتخابات غير مسبوقة شهد لها العالم بالنزاهة والشفافية، حيث تسلم رئيس الجمهورية المنتخب لمدة 4 سنوات مهام منصبه رسميا أمس".
 
والآية مأخوذة من قصة سيدنا موسى عليه السلام في سورة طه، إذ قال تعالى: "قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى. (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى. (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ. سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى".(21). أي هيئتها الأولى، أو حالها التي كانت عليها، والمقصود: العصا التي كانت قد تحولت إلى حية تسعى، بقدرة الله تعالى.
 
ورأى نشطاء أنه لا محل لتشبيه مصر بعصا موسى، وأن في هذا التشبيه تقزيما لمكانة مصر، كما أنه يشي بتشبيه السيسي بموسى عليه السلام، وهذا غاية السخف والعبث.
 
وغير بعيد، حذف محمود بدر، مؤسس حركة "تمرد" الداعمة للانقلاب، تغريدته  التي كان قد كتبها في حسابه على تويتر، الأحد، قائلا فيها: "اليوم أتممنا لكم تمردكم ورضينا لكم السيسي رئيسًا".
 
واقتبس بدر جملته من الآية القرآنية الثالثة في سورة المائدة التي تقول: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا".
 
واعتبر ناشطون "تويتة" بدر نوعا من الاستهزاء بآيات الله تعالى، من أجل التقرب من السيسي. وأثارت التغريدة حالة من الغضب العارم على موقع التواصل الاجتماعي.
 
وفي تغريدة أخرى، برر بدر فعلته، بعد أن قام بمسح "التويتة السابقة، فكتب يقول: "مع أن التضمين مش حرام، بس كتير طلبوا مسح البوست فمسحته عشان النهارده يوم فرح.. تحيا مصر".
 
وكان مؤيدو السيسي في الإسماعيلية رفعوا لافتة عليها صورته، وقد أحاط بها عدد من النجوم، في مسيرة لهم خلال الانتخابات الأخيرة، وقد كُتب أسفل الصورة قوله تعالى: "وبالنجم هم يهتدون"، الأمر الذي أثار غضب ناشطين، تبادلوا الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.. وكان السيسي خاض الانتخابات بشعار "النجمة".
 
يُذكر أن وسائل الإعلام المصري في عهد الرئيس الدكتور محمد مرسي كانت تتصيد أي هفوة بين مؤيديه لمهاجمة ما تعتبره توظيفا للدين، ومتاجرة به، ومن ذلك مهاجمتها الضارية للشيخ محمد حسين يعقوب على استخدامه تعبير "غزوة الصناديق" تعليقا على نتائج استفتاء 19 مارس 2011، وهو ما اضطره إلى تقديم اعتذار عن استخدام هذه المفردة.
 
كما أن هناك واقعة شهيرة للافتة كتبها أحد المحسوبين على مؤيدي مرسي، واعتبر فيها التصويت له فرضا دينيا، وهو ما وظفته وسائل الإعلام حينها في شن هجوم ضار على مرسي والإخوان، وهو ما لم يحدث منها في حالة آية النجم المشار إليها بين أتباع السيسي، إذ تعرضت الوقائع السابقة للتعتيم والتضليل، لمجرد أنها صادرة عن مؤيدين للسيسي.
 
وقد وصل الشطط أيام الدكتور مرسي بالعلمانيين إلى حد مطالبة الكاتبة نوال السعداوي للدكتور مرسي بعدم الاستشهاد بالآيات القرآنية في أحاديثه وخطبه الرئاسية، بدعوى أنها نوع من دغدغة المشاعر، واستغلال العواطف الدينية!