طرح وزير المالية
الإسرائيلي ورئيس حزب "هناك مستقبل" (وسط)، يائير
لابيد، خطة للانفصال عن
الفلسطينيين، لافتًا إلى أن استمرار الحكومة في سياستها يدفع بإسرائيل إلى "كارثة الدولة ثنائية القومية".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن يائير، خلال كلمة له في مؤتمر هرتسليا، الذي بدأ الأحد، أنه بموجب الخطة "ستنسحب إسرائيل أولاً من مناطق الضفة الغربية الخالية من المستوطنات، ثم يتم إخلاء المستوطنات المعزولة وتجميعها في الكتل الاستيطانية الكبرى بالتوازي مع إرساء تدابير أمنية جديدة، والتفاوض مع الفلسطينيين حول الحدود الدائمة".
وأضاف: "أما المرحلة الأخيرة فسيتم فيها إقرار خط الحدود بين الجانبين مع تبادل الأراضي لضمان بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية إلى جانب انطلاق المفاوضات حول القضايا الجوهرية الأخرى العالقة بين الجانبيْن وهي اللاجئين، والقدس، والحدود".
كما شنّ لابيد، في كلمته، هجومًا على جهات يمينية متشددة (لم يسمها) قائلاً، إن هذه الجهات تدفع إسرائيل نحو اعتماد أفكار هاذية تنادي بضم أراضي الضفة الغربية مما سيقود إلى كارثة الدولة ثنائية القومية.
وأكد لابيد أن حزبه (هناك مستقبل) لن يسمح بتمرير هذه الأفكار، بل سينسحب من الحكومة ويسقطها إذا ما ظهرت محاولة لضم ولو مستوطنة واحدة بصورة أحادية الجانب.
وبدورها، استنكرت وزيرة العدل الإسرائيلي، تسيبي ليفني، المشروعات الاستيطانية، معتبرة إياها عبئاً أمنياً واقتصادياً لا بل وأخلاقياً بالنسبة لإسرائيل.
ورأت ليفني، في سياق كلمتها أمام المؤتمر، أن المشروع الاستيطاني يهدف إلى منع أي تسوية سلمية ويقوم على رؤية أرض إسرائيل التي تختلف عن رؤية الغالبية الصهيونية من سكان الدولة.
من جانبه، دعا زعيم المعارضة وزعيم حزب "العمل" الإسرائيلي، اسحق هرتسوغ، كلاً من حزب "الحركة" برئاسة تسيبي ليفني وحزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد إلى الانسحاب من الائتلاف الحكومي تمهيدًا لإقامة حكومة جديدة برئاسته.
وتوجّه إلى لابيد قائلاً إن "نتنياهو لن يتبنى أبدًا برنامجك، قف وغادر الحكومة وانضم إلى صفوفنا"، مضيفًا: "إذا ما كنت جادًا بشأن السلام، دعك من الخطط النظرية، وغادر الحكومة".
ويعتبر مؤتمر "هرتسليا"، الذي ينظمه سنويا معهد السياسات والاستراتيجيات غير الحكومي الإسرائيلي في مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب، من أهم المؤتمرات التي تعقد في إسرائيل، ويشارك فيه كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين، للحديث عن السياسات والاستراتيجيات الإسرائيلية.
وتستمر أعمال المؤتمر الذي ينعقد هذا العام تحت عنوان "إسرائيل ومستقبل الشرق الأوسط" مدة 3 أيام.