أبدت "
إسرائيل" ارتياحا كبيرا لنتائج
الانتخابات الهندية، التي أفضت إلى حزب "بهارتا جناتا" الهندوسي المتطرف والمعادي للمسلمين.
واحتفت "إسرائيل" بشكل خاص بتكليف زعيم الحزب "نرندا
مودي" بتشكيل الحكومة الهندية، بسبب عدائه الشديد للمسلمين ودوره في المجازر التي نفذت في ولاية "جوجترات" التي كان يرأس حكومتها.
وقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول زعيم أجنبي يبادر للاتصال بـ "مودي" لتهنئته، حيث أبلغت مصادر في ديوانه، الإذاعة العبرية صباح الثلاثاء بأن "إسرائيل" تأمل أن يفضي انتخاب "مودي" إلى تحسين المكانة الإستراتيجية لإسرائيل بشكل كبير.
وتوقع سفير "إسرائيل" الأسبق في الولايات المتحدة "زلمان شوفال"، القيادي في حزب الليكود أن تفضي نتائج الانتخابات إلى تحسين العلاقات مع الهند بشكل جوهري في أعقاب انتخاب "مودي".
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر الثلاثاء، أشار "شوفال" إلى أن "مودي" زار "إسرائيل" في الماضي وأبدى إعجاباً كبيراً بما رآه فيها.
وشدد "شوفال" على أن أهم قاسم مشترك سيعزز العلاقة بين تل أبيب ودلهي في عهد "مودي" هو مواجهة النووي الإسلامي، مضيفا أنه "كما أن الهند تواجه تهديد النووي الباكستاني، فإن إسرائيل تواجه التهديد النووي الإيراني، وهذا ما يمكن من إيجاد لغة تفاهم مع مودي".
وأوضح "شوفال" أن "مودي" سيعمل على تحسين العلاقات بين الجانبين بشكل كبير، مستدركاً أن العلاقات مع حكومة "المؤتمر" الحالية تحسنت بشكل كبير، لا سيما على صعيد التعاون الأمني والتبادل التجاري، فضلاً عن أن الهند باتت تمثل إحدى مستوردات السلاح الإسرائيلي الرئيسة في العالم.
وأشار "شوفال" إلى أن حجم صفقات السلاح "الإسرائيلي" للهند أثارت حفيظة الولايات المتحدة التي اعتبرت أن "إسرائيل" تنافسها على سوق السلاح العالمي، حيث أن واشنطن تعمل على إحباط هذه الصفقات، كما أنها عملت على إحباط صفقات السلاح "الإسرائيلية" إلى بولندا.
وقال الصحافي والباحث الإسرائيلي "لاب إيران"، إن "إسرائيل تأمل في أن يمثل التقاء المصالح بين تل أبيب ودلهي إلى الدفع بالعلاقة بين الطرفين إلى مرحلة جديدة".
وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف" الاثنين، أشار "إيران" إلى أن، "السعادة الغامرة التي شعر بها نتنياهو في أعقاب فوز مودي هي سعادة من بات يدرك أن التحولات في العالم تصب في مصلحته".
ونوه "إيران" إلى أن نتنياهو وزملاءه يرون أن فوز "مودي" قد يمثل نقطة تحول فارقة في النظام العالمي تعزز مكانة إسرائيل الدولية، مما قد يجعل هذا التطور أحد أهم التطورات التي ستؤثر على علاقات إسرائيل الخارجية.
وأشار "إيران" إلى حقيقة أن اليمين المتطرف في الهند عادة ما يتبنى مواقف مؤيدة تجاه "إسرائيل"، مشيراً إلى أن أحزاب اليمين المتطرف الهندية مارست أواخر أربعينيات القرن الماضي ضغوطاً كبيرة على رئيس الوزراء الهندي الأول نهرو للاعتراف بـ "إسرائيل"، لكنه رفض الطلب بصرامة.
وأشار "إيران" إلى أن ما يعزز حماس "إسرائيل" تجاه تطوير العلاقة مع "مودي" حقيقة أنه الشخصية الأكثر كرهاً بالنسبة لمسلمي الهند، بسبب مسؤوليته كرئيس حكومة مقاطعة "جوجرات" عن المذبحة التي وقعت عام 2002، التي قتل فيها أكثر من 1000 مسلم، حيث وصف "مودي" بأنه "مهندس" المجزرة، علاوة على مواقفه المتطرفة من المسلمين، لدرجة أن الولايات المتحدة ظلت ترفض منحه تأشيرة دخول لزيارتها منذ ذلك الوقت.