أحدثت زيارة وزيرة السياحة آمال
كربول إلى معبد الغريبة بجزيرة جربة، جدلا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي.
فقد ظهرت الوزيرة وهي تشارك في بعض طقوس
اليهود خلال زيارتهم السنوية إلى المعبد، أو ما يعرف بحج اليهود، يرافقها عدد من أهم الشخصيات اليهودية
التونسية.
أذكت تهنئة الوزيرة لليهود ومشاركتها في بعض طقوسهم الاتهامات الموجّهة إليها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، إثر سماحها بدخول حاملي الجنسية الاسرائيلية إلى تونس بجوزات سفر إسرائيلية.
واعتبر عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، أن الزيارة تندرج في مسار تطبيعي كانت الوزيرة قد انخرطت فيه منذ سمحت لعدد من الإسرائيليين بالدخول إلى تونس. أما آخرون، فقد رأوا الأمر طبيعيا على اعتبار أن اليهود جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي، وبالتالي لا غرابة في أن تشاركهم في احتفالاتهم.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور وزيرة السياحة بالكنيس اليهودي لتبدأ النقاشات والتعليقات حول ديانة الوزيرة، لتتحول فيما بعد إلى مناقشة أحقيتها في اعتناق الدين الذي تريد، وحق الجميع في ممارسة مناسكهم الدينية بالشكل الذي ينص عليه القانون.
واستغلت كربول حضورها بين اليهود في جربة لتعلق على اتهامها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني بالقول: "إن تونس منفتحة على كلّ البلدان وقادرة على تنظيم التظاهرات السياحية ببراعة"، داعية الجميع إلى زيارة تونس "الوجهة السياحية الرائعة".
ولقد حظي اليوم الأخير من زيارة اليهود، البالغ عددهم 2000 يهوديا، إلى معبد الغريبة بمتابعة 150 وسيلة إعلامية من تونس وخارجها، وقام قرابة 5000 رجل أمن بتوفير الظروف الأمنية اللازمة لها.
من جهتها، وزارة الشؤون الدينية التونسية هي الأخرى أرسلت وفدا إلى جربة، واكب انطلاقة الزيارة الجمعة الماضي، أكد خلالها رئيس ديوان وزير الشؤون الدينية عبد الستار بدر أن "الزيارة مناسبة لتحسين صورة تونس ودعم إشعاعها الخارجي".
وأضاف رئيس الديوان في تصريح لـ"عربي21" أن حضوره بالمكان دليل على أن تونس بلاد الحضارات والتعايش السلمي بين الأديان، وأنها أرض اعتدال مفتوحة أمام الجميع".
من ناحيتهم، علق أصحاب المؤسسات الفندقية آمالا كبرى على هذه المناسبة في إنعاش الموسم السياحي القادم، إذ ترك التنظيم الجيد والمتابعة الأمنية المشددة التي رافقت اليهود في زيارتهم، انطباعا جيدا من شأنه أن يدفع العديد إلى زيارة تونس خلال عطلته السنوية.
كما أن الاهتمام الرسمي بهذه الزيارة، على خلاف العادة، فنّد ما كانت قد طرحته كربول في شأن صورة تونس في الخارج، حيث كانت قد قالت خلال جلسة مساءلة في البرلمان التونسي منذ أيام: "إن تونس متهمة بمعاداة اليهود".
وعلى خلاف باقي السنوات، سُبقت زيارة اليهود إلى معبد الغريبة بجربة بعدة زيارات رسمية، إثر توجه وزير الداخلية لطفي بن جدو إلى هناك قبل انطلاق فعاليات الزيارة لمعاينة التحضيرات الأمنية والاستعدادات اللوجستية في مجرياتها.
يذكر أن عددا من الفنانين والسياسيين، سجلوا حضورهم أيضا في المناسبة لتقديم التهاني لليهود بمناسبة زيارتهم السنوية إلى معبد الغريبة.