أظهرت وسائل إعلام سعودية وإماراتية تأييدا ضمنيا للهجوم الذي يشنه مسلحون يتبعون اللواء الليبي المتقاعد خليفة
حفتر، مع تصاعد الأحداث في مدينة بنغازي.
ومنذ بداية الهجوم، الجمعة، حفلت العديد من الصحف والمواقع الاخبارية
السعودية والاماراتية برواية ومصطلحات حفتر لما يجري في بنغازي، وهو ما تكرر كذلك في قناة "
العربية" الفضائية، التي سارعت في 14 شباط/ فبراير الماضي إلى بث بيان المحاولة الانقلابية لحفتر، حيث بقي لساعات طويلة يتصدر نشراتها الإخبارية، رغم إحباط المحاولة، في خطوة أثارت حينها استياء
ليبيا تجاه تغطية "العربية" للشأن الليبي، وهو ما عبّرت عنه العديد من وسائل الإعلام المحلية.
بدورها أبرزت تغطية مواقع إخبارية سعودية وإماراتية، ما يشبه التعاطي الرسمي مع رواية حفتر، على حساب راوية الحكومة والجيش الليبيين، حيث خرج موقع "إيلاف" السعودي بعنوان رئيسي: "عاصمة الثورة على القذافي عاشت الفوضى والإجرام.. حفتر يعلن الحرب على الميليشيات المتطرفة في بنغازي الليبية".
أمر تكرر وإن كان بصيغة أخرى في موقع "24
الإماراتي" المحسوب على حكومة أبوظبي، والذي نقل عمن أسماه المتحدث باسم "الجيش الوطني الليبي"، محمد الحجازي، قوله إن "مقاتلين غير نظاميين بقيادة الفريق أول المتقاعد خليفة حفتر، قصفوا قواعد لجماعة أنصار الشريعة وجماعة إسلامية أخرى في بنغازي".
كما ذهب الموقع الإماراتي إلى حد القول إن "مقاتلي حفتر يقصفون معسكرات الميليشيات في مسعى لاستعادة شرعية الدولة الليبية".
وأعاد الموقعان التذكير ببيان اللواء حفتر عشية محاولته الانقلابية الأولى، وأنه "جمد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية، والإعلان الدستوري كما طرح، وأعلن خارطة طريق مؤلفة من خمسة بنود".
كما ركزا على أن مدينة بنغازي "تشهد هجمات يشنها مسلحون ضد قوات الأمن والجيش ورجال القانون والإعلام والنشطاء السياسيين، بسبب انتشار الميليشيات المسلحة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد".
أما قناة "العربية" وموقعها الإلكتروني، فقد ركزت على ما أسماه اللواء حفتر بعمليات "كرامة ليبيا"، المستمرة حتى تطهير بنغازي ممن وصفهم بـ"التكفيريين".
كما نقلت تصريحات للعقيد قائد القوات الجوية الليبية السابق، آدم الجروشي، الذي قال إن قوات الجيش تتحرك ضد الإرهاب في بنغازي، موجها نداءه إلى أفراد القوات المسلحة للالتحاق بوحداتهم، وكل القواعد الجوية بالتحرك لقصف مواقع "الإرهابيين".
وروجت "العربية" عن شهود عيان أن قوات من سلاح الجو انضمت إلى مجموعة حفتر، وقصفت ثكنة تحتلها "كتيبة 17 فبراير"، وهي "ميليشيات إسلامية"، على حد وصف القناة.
كما أعادت "العربية" التي تتخذ من الإمارات مقرا لها، الإشارة إلى أن بيان حفتر خلال المحاولة الانقلابية الأولى "أدى إلى تحريك الشارع الليبي"، بخلاف ما جرى على الأرض من إحباط للمحاولة بشكل سريع وعودة الهدوء إلى العاصمة طرابلس، وهو ما دفع مراقبين واعلاميين إلى وصف محاولة حفتر بأنها "انقلاب العربية"، و"انقلاب أمام الكاميرات"، فحسب.
وتحدثت أوساط ليبية عن دعم إعلامي وسياسي خارجي للمحاولات الانقلابية في ليبيا.
وفي هذا الإطار، قال المسؤول العام للإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي، "إن الدماء الليبية التي سالت تتحمل مسؤوليتها الحكومة الضعيفة، وأصابع خارجية لدول تتحرك وتتلاعب بمصير ودماء الليبيين، لتقضي على ثورة 17 فبراير، ضمن موجة مبرمجة لمحاربة ثوراث الربيع العربي".
وفي هذا السياق، أعرب المتحدث باسم الحكومة الليبية، أحمد الأمين، عن أسفه لمحاولة "الإعلام الممول شرعنة خطوة العساكر الخارجين عن القانون، وتقديمهم في الإعلام على أنهم وطنيون، رغم كونهم متمردين، وفق الأحكام العسكرية".
ودعا الكبتي المؤسسات الإعلامية إلى "دعم الشرعية الدستورية، وعدم الانجرار وراء مصالح أصحاب النفوذ، الذين يسعون إلى تشكيل الخارطة السياسية، وفق أجنداتهم ومصالحهم".