دعا الرئيس
اللبناني ميشال سليمان، السبت، إلى الالتزام بـ"إعلان بعبدا" الذي وافقت عليه القوى السياسية اللبنانية الأساسية في العام 2012 والذي نص على تحييد لبنان وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، مؤكدا على ضرورة انسحاب
حزب الله من القتال في
سوريا.
وخلال حفل المصالحة في بلدة بريح في منطقة الشوف بين المسيحيين والدروز بعد 30 عاما من التهجير، دعا سليمان لـ"ضرورة الابتعاد عن صراعات المحاور الخارجية والإقلاع عن وهم الاستعانة بالخارج لتحقيق الغلبة في الداخل"، مؤكدا تمسكه بـ"إعلان بعبدا كإطار وطني ووثيقة مؤيدة من الامم المتحدة والجامعة العربية".
واعتبر أن الالتزام بإعلان بعبدا "يساهم في امتصاص" تداعيات أزمة النازحين السوريين في لبنان" الذي تجاوز عددهم المليون و40 الف، مناشدا بـ"واجب العودة الى لبنان والانسحاب من ساحات الجوار"، في إشارة إلى قتال حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام 2013.
ورأى أن اللقاء في بلدة بريح "يؤكد أن على الجيش أن يمسك وحده بالسلاح لكسر الحواجز وتجارب الأمن الذاتي وحماية العيش المشترك الحر المتعدد ثقافيا ودينيا".
من جانبه قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن بلدة بريح تختتم اليوم "الجرح الأخير من حرب الآخرين على أرضنا"، داعيا الى "طي صفحة الماضي بما يمثله من أحقاد".
واعتبر جنبلاط في كلمته أن خيار "الوسطية والاعتدال والحوار يثبت يوما بعد يوم صوابيته في مواجهة دوامة تناحر الاضداد".
ودعا البطريرك الماروني الكاردينال، مار بشارة بطرس الراعي، المجلس النيابي اللبناني لـ"الالتزام بواجبه" بانتخاب رئيس جديد للبنان قبل انتهاء ولاية سليمان في 25 أيار/مايو الجاري.
واعتبر الراعي أن الغاية المنشودة هي تحقيق المصالحة السياسية بين قوى 8 آذار الموالية للنظام السوري وقوى 14 آذار المؤيدة للمعارضة السورية.
وطوت بلدة بريح اليوم "صفحة سوداء" امتدت على مدى أكثر من 30 عاما تمثلت بتشريد أهلها المسيحيين طوال هذه المدة بعد تهجير ومجازر متبادلة ارتكبها مسلحون دروز ومسيحييون في ما عرف بـ"حرب الجبل" أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي وضعت أوزارها عام 1990، وفتحت صفحة جديدة من تاريخ البلدة تحمل عنوان "لقاء العودة".