واصل رجل الدين المصري الأصل، أبوحمزة المصري، تقديم شهادته أمام المحكمة الناظرة بقضيته في نيويورك، فشن هجوما قاسيا على الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة
بن لادن، فوصفه بأنه شخص "نزق" وسريع الغضب وكان يقود جماعة متشتتة خانت الشعب الأفغاني، وذلك بعد أيام من شهادته عن ماضيه بإدارة ناد للعراة بلندن.
وقال المصري، في شهادته أمام المحكمة، الاثنين 12 أيار/ مايو، إن حركة طالبان لم تكن أقل سوءا، إذ أنها كانت "تمتلك الملايين" وليست بحاجة لأموال بن لادن، ولكنها مع ذلك فشلت في توفير الغذاء لشعبها.
وأضاف المصري والذي غلب عليه البكاء لمرتين خلال شهادته، أن صورة علقت في ذهنه لامرأة بوسنية وهي تحتضن طفلها المسلح بين آلاف الجثث في مذبحة سيربرنيتشا قائلة يا ليتني دربته على القتال. مضيفا أن تلك الكلمة علقت في ذهنه بعد الفظائع التي شاهدها في الحروب من أفغانستان إلى الشيشان.
ورأى المصري أن على المسلمين التدرب على القتال، بما في ذلك الأطفال، بحال عجز الحكومات عن حمايتهم، خاصة وأن الغرب "لن يفعل شيئا" على حد قوله.
وأشار إلى أنه ينكر جميع التهم الموجه إليه ووصف فكرة إنشاء معسكر تدريبي في أمريكا بالـ"هلوسة" غير واقعية، مضيفا أن شابا لبنانيا يدعى أسامة قصير، سبق أن أدين بجرائم على صلة بالإرهاب على 2009، قام باستغلال اسمه من أجل السعي لإقامة ذلك المعسكر دون علمه.
وأكد المصري أنه يكره العنف ويرغب في نشر الحوار قائلا "المحادثات الصعبة هي أفضل بما لا يقاس من الحروب السهلة".
ويواجه أبوحمزة -وهو مصري الجنسية ويبلغ من العمر 56 عاما- عددا من التهم، منها دعم المحاولات لإقامة مخيم تدريبي للجهاد في منطقة رورال اوريجون، إلى جانب تهم بإرساله متطوعين صغارا بالسن من لندن إلى أفغانستان للقتال إلى جانب تنظيم القاعدة، وتقديم المساعدة للخاطفين في اليمن بعملية حجز مجموعة سياحية العام 1998.
وكانت الصحف البريطانية ذكرت في تقارير لها أن المحاكمة اتخذت منحى مفاجئا حين طلب فريق الدفاع عرض وثائق من الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد" يتضح منها أن
أبو حمزة المصري قد تعاون معها ومع جهاز الاستخبارات الداخلية MI5 .
ولم توافق القاضية الأمريكية على عرض فريق الدفاع الوثائق التي حصل عليها من "سكوتلاند يارد" والتي يظهر منها أن أبو حمزة قام بمهام محددة بطلب من سكوتلاند يارد وجهاز الأمن (MI5) من أجل كبح جماح أتباعه وجعل الشارع البريطاني أكثر أمنا.
يذكر أن محاكمة أبو حمزة في نيويورك بدأت في منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي بعد أن قامت
بريطانيا بترحيله إلى الولايات المتحدة.