كشفت محافل
إسرائيلية مطلعة النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالب بضمانات أمريكية بعدم عودة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان لمهاجمة "إسرائيل" بعد التوقيع على اتفاق التعويضات التي التزمت "إسرائيل" بدفعها لأسرى ضحايا سفينة
مرمرة.
وذكر موقع "يسرائيل بولس" الاثنين، أن نتنياهو لا يبدي حماساً كبيراً للتوقيع على الاتفاق الذي تم إنجازه بالفعل بعد مفاوضات مضنية أجراها مسؤولون أتراك وإسرائيليون في تل أبيب خلال شباط/ فبراير الماضي.
وينص الاتفاق على قيام إسرائيل بدفع تعويضات بمبلغ 21 مليون دولار لعائلات المواطنين الأتراك الذين قتلوا خلال مهاجمة الجيش الإسرائيلي "أسطول الحرية" في الحادي والثلاثين من أيار/ مايو 2010، مقابل إلغاء
تركيا الدعاوى التي رفعت ضد قادة وجنود الجيش الإسرائيلي والتي تنظرها المحاكم التركية، إلى جانب استئناف تبادل السفراء وتطبيع العلاقات.
ونقل الموقع عن محافل في ديوان نتنياهو قولها إن تل أبيب تخشى أن يكون استعداد أردوغان للتوصل للاتفاق مرتبط فقط برغبته في الحفاظ على التهدئة مع واشنطن حتى موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا، والتي من المتوقع أن يفوز فيها أردوغان.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية مساء الاثنين عن محافل في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها: "نخشى أن ندفع المال للأتراك، وبعد ذلك يعود أردوغان لهوايته المفضلة وهي مهاجمتنا عند أول اختبار".
وقد كشفت النسخة العبرية لموقع "ألمونتور" الاثنين، النقاب عن أن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أوصت نتنياهو بعدم التوقيع على الاتفاق مع تركيا بعيد التوصل إليه في فبراير الماضي، ونصحته بانتظار إعلان عن نتائج الانتخابات المحلية في تركيا التي جرت في مطلع آذار/ مارس الماضي، حيث أن هذه المحافل استندت إلى تقييمات وزارة الخارجية الإسرائيلية التي رجحت أن تسفر الانتخابات عن إلحاق هزيمة مدوية بأردوغان، وهو ما تبين أنه كان مجرد أماني أكثر منه قراءة للواقع التركي.
وشدد الموقع على أنه حتى بعدما تبددت رهانات النخبة الحاكمة في تل أبيب بأن تفضي الانتخابات إلى التمهيد لتغيير الحكم في أنقرة وإقصاء أردوغان، فأن ما ورد على لسان رئيس الوزراء التركي خلال الحملة الانتخابية قد فاقم شعور نتنياهو بانعدام الثقة تجاهه.
ونقل الموقع عن محافل مسؤولة في ديوان نتنياهو قولها إن نتنياهو وقف ملياً إزاء إعلان أردوغان خلال مؤتمر انتخابي بأنه سيطالب "إسرائيل" بالتوقيع على تعهد خطي برفع الحصار عن قطاع
غزة.
وحسب هذه المحافل، فإنه في أعقاب هذه التصريحات، فأن نتنياهو بات يطالب بـ "ضمانات" أمريكية بعدم عودة أردوغان لمهاجمة "إسرائيل"، مع إقرار هذه المحافل بأن هذا الطلب "إشكالي" لأن أردوغان قد يفسره كمس بالكرامة القومية لتركيا.
من ناحيته دعا عراد نير، معلق الشؤون الخارجية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، نتنياهو إلى استغلال الفرصة السانحة وإنجاز المصالحة مع تركيا، بوصفها مصلحة "قومية" لإسرائيل.
وحذر نير من أن الظروف الداخلية في تركيا قد تتغير بشكل كبير، وقد تطرأ ظروف لا تساعد على إصلاح العلاقة بين الجانبين.
ولم يستبعد نير أن يتنازل نتنياهو عن طلبه الحصول على ضمانات أمريكية، تحت ضغط نخب سياسية تطالبه بمنح فرصة لإمكانية إصلاح العلاقات مع أنقرة.