قال الكاتب الأمريكي بول آر بيلار إن انتصار
السيسي في الانتخابات
المصرية من الصعب تسميته ديمقراطيا ونزيها في ظل غياب الحزب المعارض القوي.
ولفت بيلار إلى أن هناك سببا في كبيرا يدعو للضيق كما في حالة السناتور باتريك ليهي والنواب الآخرون فيما يتعلق باستئناف الدعم العسكري لمصر في الوقت الحالي وجزء منه هو الالتزام بالقانون الأمريكي حول تقديم الدعم بعد ما يفترض أنه انقلاب عسكري.
وأشار إلى أن أحكام الإعدام الجماعية التي صدرت في الأيام الأخيرة ولفتت الأنظار كانت سببا من الأسباب الرئيسية في تشكيل السياسة تجاه نظام المشير السيسي، وهذا يعود بسبب غموض العلاقة بين المؤسسة القضائية ومن هم في السلطة في القاهرة.
وقال إن أكثر الأمور إثارة للضيق هي الحملة الشاملة والتي تتخذ اشكالا متعددة من القمع والتي تحظى بدعم من القيادة العليا في مصر.
وأضح أن السيسي يحظى بشعبية واسعة الآن وبالتأكيد سيتم انتخابه في الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة بدون الحاجة أو بقليل من التلاعب في صناديق الانتخابات.
وأضاف "هو مشهور لجاذبيته ومهاراته السياسية ولأنه يقدم صورة عن القائد القوي الذي يستطيع فرض نوع من النظام في مصر التي تعاني من الفوضى منذ أكثر من ثلاثة أعوام".
وأشار إلى أنه ومع ذلك فمن الصعوبة التعامل مع هذه الانتخابات على أنها نتاج لعملية ديمقراطية نزيهة عندما تم حظر المعارضة القوية وقمعها.
وقال بيلار إن من الملامح التي يمكن إضافتها والمثيرة للاهتمام ما تحدث عنه ديفيد كيرباتريك، مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" وهو "بروز عدم التسامح الديني المفروض رسميا فالأقباط المسيحيون الذين ظنوا أنهم سيحصلون على حريات دينية أكثر عندما دعموا الجيش الذي أطاح بمحمد مرسي لا يزالون ينتظرون تحسن أوضاعهم ولا يزالون إلى جانب الشيعة والملحدين يسجنون بتهم الاستهانة بالدين".
وأضاف "صحيح أنه مرتبط بثقافة الغالبية في مصر وكون سكانها من المسلمين السنة ولا علاقة لها بزعيم سياسي واحد، ولكن السيسي حدد النبرة، ففي الآونة الأخيرة حضر اجتماعا انتخابيا واستمع فيه بانتباه لإمام داعم له، وكان يقذف من فمه خطابا ناريا بدا وكأنه يبرر
قتل معارضيه السياسيين باسم الدين".
وقال إننا "لا نعرف الكثير عن حياة السيسي الخاصة ولا عن ميوله الدينية، ولكن له سمعة الرجل المتدين وقيام مرسي بتعيينه وزيرا للدفاع وقائدا للجيش في وقت نظر لقراره على أنه علامة تقارب بين الجيش والإخوان المسلمين".
وأوضح أنه "يجب علينا أن نضع في ذهننا نقطة مهمة عندما نفكر في كل التطورات المتلاحقة، فكما هو الحال في السعودية، فمعارضته القوية للإخوان المسلمين لا تحتاج لأن يكون له صلة بالمعارضة".
وأشار إلى الحالة السعودية وقال: "في حالة العائلة السعودية الحاكمة، كل من يعتمدون على الدين كوسيلة لتعزيز شرعيتهم من الأرجح أن يتعاملوا مع الإخوان المسلمين كتهديد لهم".
ورأى أن الوضع في مصر يعيد للذاكرة نظام محمد ضياء الحق، الضابط العسكري الذي حكم الباكستان لعقد من الزمان، وأعدم ذو الفقار علي بوتو، وبدأ حملة أسلمة كاسحة في تاريخ البلاد و"من المحتمل أن لا يدفع السيسي باتجاه تطبيق الشريعة ولكننا لا ندري".
وإلى جانب التفكير بالتحديات أشار بيلار إلى أننا عندما "نقوم بتشكيل السياسات نحو مصر، يجب علينا التفكير بالإسلاميين الذين ينتصرون أو هم على شفا الوصول للسلطة السياسية" مشيرا إلى أن الخوف التقليدي كان من "رجل واحد وصوت واحد ومرة واحدة".
وقال إنه لم يكن واضحا السبب الذي يدعو لربط هذا الخوف بالإسلاميين تحديدا، وفي الحقيقة من الممكن التفكير بقادة سياسيين آخرين ينتمون لمشارب أخرى والذين تعاملوا مع أيديولوجياتهم الخاصة وأهدافهم اكثر من التركيز على المبادئ الديمقراطية.
ولفت إلى أنه وبالنسبة للسيسي فهو على ما يبدو يسير على خطى سابقيه من الحكام العسكريين الذي تركوا السلطة إما نتيجة للموت الطبيعي، الاغتيال أو أطاح بهم جنرالات آخرون، ومع ذلك لا تزال مصر في ظله تحصل على أسلمة.
*بول أر بيلار، عمل 28 عاما في وكالة الاستخبارات الأمريكيةـ (سي أي إيه) وتدرج في عمله ليصبح أهم المحللين في الوكالة. ويعمل الأن استاذا زائرا في الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، وظهر هذا المقال في صفحة "بلوغ بوست" على موقع "ناشونال انترست"، ونشره موقع ميدل إيست أي بموافقة من كاتبه.