حوار السيسي.. سخرية من إجاباته غير المفهومة

أثار أول حوار تلفزيوني للمرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، ردود فعل متباينة وجدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعيدا عن التعليقات المؤيدة للسيسي من داعمي الانقلاب العسكري الذي قاده في تموز/ يوليو الماضي وأطاح فيه بالرئيس المنتخب محمد مرسي، تضمنت التعليقات الأخرى سخرية وانتقادات لاذعة للسيسي، كما طالت الانتقادات أيضا محاوريه إبراهيم عيسى ولميس الحديدي بل ومصداقية اللقاء ككل.

ويبدو السيسي المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يومي 26 و27 أيار/ مايو الجاري والتي يتنافس فيها مع مرشح آخر فقط هوحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي. 

وكانت أول المفارقات، أن ملايين المصريين لم يستطيعوا مشاهدة الحوار - الذي بُث على جزءين مساء الاثنين والثلاثاء - بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مدن وقرى البلاد، الأمر الذي أثار سخط الكثيرين من مؤيدي ومعارضي السيسي على حد سواء.

الترجمة هاتنزل امتى؟

كما انتقد كثيرون تغاضي المحاورين عن التعليق على كثير من إجابات السيسي السطحية  وغير المنطقية، وسمحا له بالتهرب الواضح من الإجابة على أسئلة هامة ومحورية مثل رقابة البرلمان على ميزانية الجيش وكيفية رفع الدعم عن الفقراء.

وأثار الحوار استهجاناً وهجوماً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي"، حيث عبر البعض عن عدم فهمهم لإجابات السيسي على أسئلة محاوريه، واسترساله في كلام غير مفهوم، فتساءل هشام سلماوي قائلا: "بعد أكتر من من متابعة ‏حوار السيسي، سواء كنت مؤيد له أو معارض، بذمتك خرجت بمعلومة أو فهمت رؤيته لأي قضية مهمة؟، وتهكم "سيكو مصطفى" قائلا: "هي الترجمة هتنزل امتى؟".

فيما سخر "المهندس بيبو" من السيسي، وطالبه بأن يكثر من ظهوره التلفزيوني ويجري المزيد من الحوارات الصحفية وكتب قائلا: " خطابين كمان للسيسي، وصباحي هيكتسح الانتخابات وبدون دعاية كمان، اللهم أكثر من خطاباته وحواراته".

ديكتاتور

وتعليقا على تصريح السيسي خلال الحوار بأنه لن يسمح بأن تسقط مصر بسبب التظاهرات المستمرة الآن"، تساءلت أمل محمد قائلة: "التظاهر هيوقع البلد؟ هو مش التظاهر ده هو اللي جاب سيادتك؟".

وسخر "حسام" من إعلان السيسي تعرضه لمحاولتي اغتيال فكتب: "محاولة اغتيال عبد الناصر كانت في لقاء جماهيري، أما محاولة اغتيال السيسي فكانت فى السر لدواع أمنية". 

وانتقد كثيرون تعهد السيسي بالقضاء على الإخوان المسلمين - حال فوزه بالرئاسة – عندما أعلن بوضوح أنه لن يسمح للجماعة وأعضائها بالتواجد في المجتمع المصري تماما، فاعتبر محمد زكي هذه الطريقة في التفكير فقال: "كارثة من رجل سياسي، بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع أفكار الجماعة، فهم أعضاء فاعلين في المجتمع منهم الطالح ومنهم الصالح وعدم اعترافك بوجودهم هو مقدمة لعدم تعاملك معهم إلا أمنيا فقط". وتابع زكي "سيكون ذلك نفس الأسلوب الذي اتبعه أي ديكتاتور تغافل عن وجود مجموعة من المعارضة في مصر ".

جزء آخر من حوار السيسي أثار ردود فعل معارضه له، وهو الخاص بنفيه أنه مرشح المؤسسة العسكرية للرئاسة، حيث قال السيسي أن فوزه بالرئاسة لا يعني حكم العسكر لمصر، فعلق ياسر سعد الدين بقوله: "السيسي يقول إنه ليس مرشح الجيش، ألم يكن المجلس العسكري أول من رشحه؟ ألم يعلن ترشحه مرتديا زيه العسكري؟".

وعلق كثيرون على ما رأوا أنه ضيق صدر السيسي وعدم تحمله للنقد "اللطيف" الذي أبداه المذيع إبراهيم عيسى، عندما رد المشير بحدة وقال له "مش هاسمحلك تقول كلمة عسكر تاني"، وكتب تامر أبو عرب قائلا "إذا كان السيسي لسه مرشح وبيشخط في المذيع وبيقوله مش هاسمحلك تقول كلمة عسكري تاني، أومال لما يبقى رئيس هايعمل فيه أيه؟ أكيد هايضربه بالنار على طول".

سهوكة المشير

ورأى كثيرون أن المذيعين كانا ودودين أكثر من اللازم مع السيسي، وأنهما لم يركزا في اللقاء على تفاصيل برنامجه الانتخابي ولا الآليات التي سيتبعها الرجل لتنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه، بقدر التركيز على نشأته وحياته العسكرية وأسرته وحياته الخاصة وهي النقاط التي يجيد التحدث عنها.

وكعادتهم، لم تخل تعليقات المصريين من السخرية والتهكم على مواقف السيسي وأرائه، فعلقت فاطمة عبد الرحمن قائلة: "شلنا مبارك عشان كان عسكري، وشلنا مرسي عشان كان بيقطع الكهرباء، وجبنا السيسي عسكري وبيقطع الكهرباء..شعب ذكي بطبعه". 
وفي إشارة إلى "سهوكة المشير" اعتبر "أحمد سيد" الحوار "فيلما رومانسيا سمجا".

أما محمد طارق فقد سخر من نبرة صوت السيسي المنخفضة في معظم الحوار فكتب متهكما: "السيسي لما بيتكلم بيفكرني بالفنان حمادة هلال في فيلم حلم العمر".

وتهكم مستخدم أطلق على نفسه اسم "استحمار" على الإجابات العامة والمراوغة وعدم توضيح تفاصيل البرنامج الإنتخابي للسيسي قائلا: "لازم نعرف تفاصيل البرنامج الانتخابي اللي هيخلينا نقطع الباسبور المصري".