كتب عماد الدين حسين: من حق أنصار ومحبي الرئيس الأسبق محمد حسني
مبارك أن يحتفلوا بعيد ميلاده كما فعلوا صباح الأحد الماضي.
من حقهم ان يتجمعوا أمام المستشفى العسكرى بالمعادى ويطلقوا البالونات ويقطعوا التورتة الموجودة عليها صورة مبارك بالزى العسكرى عندما كان قائدا للقوات الجوية.
ويمكن تفهم خروج مبارك من شرفة جناحه فى المستشفى ـ وبجواره زوجته السيدة سوزان ثابت ـ لكى يحيى أنصاره. ومن حق أى شخص أن يتعاطف مع مبارك بأى صورة يراها.
لكن ما فعله هؤلاء الأنصار صباح الأحد الماضى حينما وضعوا صورة مبارك والمشير السيسى معا على لافتات وفناجين شاى ترويجية هى أسوأ دعاية ممكنة للمرشح الرئاسى السيسى.
هؤلاء الأنصار معذورون ويعتقدون ان الشعب أو غالبيته لايزال يحن إلى مبارك ويترحم على أيامه. لا يدرك هؤلاء الأنصار
انهم عندما يضعون صورة مبارك والسيسى معا فهم يقدمون أفضل هدية ممكنة لجماعة الإخوان وكل المتطرفين وكل اعداء السيسى.
المفارقة ان سوء أداء حكم مبارك هوالذى جعل جماعة الإخوان تصل إلى السلطة بأغلبية كبيرة، لكن سوء وكارثية أداء الإخوان فى السلطة هو الذى جعل صورة حسنى مبارك تصبح لدى البعض أقل كارثية. إذن الاثنان يخدمان على بعضهم البعض، وأى حاكم عاقل فى المستقبل عليه ان يبتعد عن الطرفين معا.
من شبه المؤكد ان أنصار مبارك سوف يصوتون للسيسى لكن السؤال: هل يحتاج السيسى لأصواتهم؟!. وحتى لو افترضنا ـ بمنطق براجماتى ـ أن السيسى يحتاج لكل صوت، فهل من الملائم أن يسمح لهم السيسى بالاقتراب منه ؟!.?بطبيعة الحال فإن السيسى لا يملك ان يخرج ليقول لمجموعة من الناس: «أرجوكم لا تصوتوا لى»؟!. هذا لا يحدث فى أى انتخابات فى أى مكان بالعالم. لكنه يستطيع ان يرسل أكثر من رسالة تفيد بأنه على قطيعة مع هذه الرموز المسيئة له ولصورته.لو كان أنصار مبارك يحبون السيسى حقا، ولو كانوا يحبون مصر حقا، لوجب عليهم الابتعاد عن الرجل.
سنفترض نظريا ان أنصار مبارك على حق وانه كان أفضل رئيس فى الدنيا، لكن غالبية الشعب يؤمنون انه فترة حكمه كانت حالكة السواد، وخرج ملايين المصريين يهتفون ضده ويطالبون بإسقاطه وقد سقط بالفعل. إذن عليهم ان يصدقوا ان عودة اسم مبارك الآن لا تفيد الرجل ولا تفيدهم والأهم لا تفيد مصر فى المستقبل، هذا رجل صار من الماضى.
أسوأ تفكير هو اعتقاد أنصار مبارك ان سقوط الإخوان يعنى عودة مبارك أو حكمه أو سياساته.
المسألة باختصار انه لولا فساد نظام مبارك وفشله ما «لبسنا» فى الإخوان.
لو تأمل أنصار مبارك وحواريه والمستفيدون من نظامه فيما يحدث الآن لوجدوا ان أفضل دعاية يهاجم بها الإخوان النظام الجديد بعد 30 يونيو انه عودة للنظام القديم، وهى نفس التهمة التى يرفعها كثير من غير الإخوان خصوصا الشباب الذين قادوا ثورة 25 يناير.
بمنطق براجماتى على أنصار مبارك إذا كانوا حقا يريدون مستقبلا أفضل لمصر ان يبعدوا أنفسهم عن صدارة المشهد.
من حقهم ان يمارسوا العمل السياسى وان يترشحوا للبرلمان، وان يفعلوا ما يحلو لهم، لكن عليهم الابتعاد عن السيسى حتى لا يحملون الرجل فوق ما يتحمل، خصوصا انه لا يطيقهم ورأيه فى نظام مبارك لا يسرهم بكل تأكيد.
(الشروق)