أعربت محافل أمنية "إسرائيلية" عن رضاها عن تواصل التعاون الأمني القائم بين السلطة
الفلسطينية و"إسرائيل"، على الرغم من التوصل لاتفاق
المصالحة بين حركتي
فتح وحماس.
ونقلت قناة التلفزة "الإسرائيلية" الليلة الماضية عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش "الإسرائيلي" قولهم إن المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" تراقب بارتياح تواصل عمليات الاعتقال التي تنفذها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ضد نشطاء وكوادر حركة
حماس في الضفة الغربية، في أرجاء الضفة الغربية.
وأضاف الضباط أنهم تلقوا تطمينات من نظرائهم في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بمواصلة التعاون الأمني في أرجاء الضفة الغربية، مشيرين إلى أن هذا التعاون سمح بتحسن البيئة الأمنية للمستوطنات بشكل كبير.
وأكدت القناة أن أوضح مؤشر على حرص السلطة الفلسطينية على إبقاء التعامل الأمني مع نشطاء حركة حماس على حاله رغم اتفاق المصالحة هو اضطرار الكثير من نشطاء الحركة الظهور ملثمين في تشييع جنازة الشهيدين عادل وعماد عوض الله في رام الله الأسبوع الماضي، خوفاً من أن يتم التعرف عليهم من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة واعتقالهم.
ويذكر أن الجنرال إتيان دينجوت، منسق شؤون الضفة الغربية في وزارة الحرب "الإسرائيلية" قد أعرب مؤخراً عن رضاه "العميق" عن مستوى التعاون الأمني الذي تبديه السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا التعاون سمح بتقليص حجم القوات "الإسرائيلية" في أرجاء الضفة الغربية.
من ناحيته دعا قيادي بارز في حركة "حماس" السلطة الفلسطينية إلى وقف ملاحقاتها ضد نشطاء الحركة في الضفة الغربية، معتبراً أن هذا السلوك يتناقض مع روح اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه حركتا فتح وحماس الأسبوع الماضي.
وقال حسن يوسف، أحد أبرز قادة الحركة في الضفة الغربية لـ "عربي 21" إن نشطاء في الحركة يتصلون به يومياً لإبلاغه بتلقيهم استدعاءات لمقابلة الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن جهاز المخابرات استدعى عناصر في الحركة في مناطق سلفيت والخليل وغيرها.
ودعا يوسف حركة فتح والسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية لوقف هذه الممارسات، مشيراً إلى أن تواصلها يؤثر سلباً على المزاج الشعبي العام المرحب بالمصالحة.
واستدرك يوسف قائلاً إنه على الرغم من هذه الممارسات إلا أن حركته ملتزمة بمواصلة الجهود لإنجاز المصالحة وتنفيذ ما جاء في الاتفاق، معتبراً أن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني باتت تطلب إغلاق ملف المصالحة.
وأوضح أن هناك تأكيدا من جميع المستويات القيادية في حماس على ضرورة العمل على إنجاح المصالحة، مشدداً على أن حركته مصممة على إبداء أقصى قدر من المرونة من أجل طي صفحة الانقسام.
وحذر يوسف من مغبة السماح للأطراف الأجنبية بالتدخل لإحباط المصالحة، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تسعى لإفشال المصالحة لأنها تعي أنها الطرف الأكثر تضرراً من إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
ودعا يوسف السلطة الفلسطينية لعدم الإصغاء للأطراف الهادفة لتخريب جهود المصالحة، مشيراً إلى أنه "يتوجب عند المفاضلة بين إنجاز المصالحة الوطنية وما عداها أن تختار المصالحة بدون تردد".
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، إياد البزم، قد أعلن إن وزارته أفرجت أمس الإثنين عن عدد من معتقلي حركة فتح الأمنيين بعفو من رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وقال البزم: "تم الإفراج عن ستة من معتقلي فتح الأمنيين بعفو من هنية، بعد أن أدانتهم المحاكم الفلسطينية وصدر بحقهم إحكام قضائية"، مشيراً إلى أن هذا الإفراج يأتي "استجابة لتوصيات لجنة الحريات في قطاع غزة، وتنفيذاً لاتفاق المصالحة".