حتى في ساعات الليل المتأخرة تراهم يتزاحمون أمام شركات بيع الهواتف الذكية، آلاف الزبائن ينتظرون بدء عمليات البيع لأول إصدار من الهواتف الذكية.
هذا الشغف والتفاعل الكبير من الزبائن تستغله شركات صنع الهواتف الذكية وتتسابق لإرضائهم، ففي عام 2012 بلغ عدد تلك الأجهزة 720 مليون جهاز وبنسبة ارتفاع 56% عن عام 2011، حسب ما نشره معهد دراسات سوق الاتصالات الإلكترونية الأمريكي.
وظهر التنافس الشديد بين الشركات في الآونة الأخيرة من خلال عدد الإصدارات الكبير في السوق، فعلى سبيل المثال، أصدرت شركة سامسونج في عام 2009 جهازين من نوع "جالاكسي"وتتابعت الإصدارات حتى وصلت سنة 2012 إلى 18 إصدارا مختلفا.
ولم يكن هذا التنافس كحال الشركات التقليدية تجاريا فحسب، بل كان أساسه الإبداع وإضافة كل ما هو جديد وغريب على الأجهزة.
"إن العميل لا يعرف ما يريد حتى يراه" هذا ما قاله ستيف جوبز الرئيس التنفيذي الراحل لشركة آبل، فكانت هذه الاستراتيجية الدافع الحقيقي للإبداع والتي شكلت ثورة في عالم
التكنولوجيا.
وإلى جانب اهتمام الشركات بالمستخدمين يقول الخبير التقني أحمد حسين لـ"عربي 21" :"إن التنافس على الميزات الفنية والملحقات على أشده، وازداد التركيز على تذليل الظروف الخارجية والبيئة المحيطة بالمستخدم، حتى وصل الأمر لاختراع أجهزة مخصصة للمناطق الوعرة وتحت الماء وحتى في ظروف تشهد حرارة عالية".
وأضاف حسين :"بعد أن أصدرت شركة آبل أول جهاز هاتف ذكي عام 2008 لم يكن يهتم أحد بقضية نظام التشغيل، حتى جاءت شركة جوجل وأنشأت نظام تشغيل جديد والذي قدم إمكانيات لم تكن موجودة، وبين هذين النظامين بدأ ينتشر نظام الويندوز على الأجهزة، والذي يتوقع أن يحيي قدرة شركة نوكيا على التنافس بالسوق".
ولم تحتدم المنافسة على الأنظمة إلا حين انتشرت متاجر التطبيقات مثل متجر آبل ومتجر جوجل، وبدأت الشركات تتنافس على التطبيقات وإنشاء البرامج التي تسهل على المستخدم يومه.
وأثرت تطبيقات الهاتف في عدة مجالات في الحياة، وهو ما أوضحه حارث كايد، أحد مبرمجي تطبيقات الهواتف الذكية، حيث قال إن "كثرة التطبيقات التي تساعد الناس في حياتهم اليومية جعل استخدام الهاتف الذكي جزءا لا يتجزأ من حياتهم".
ويؤكد كايد لـ"عربي 21" أن الشركات في تنافسها لم تعد تبحث عما يريده أو يحتاجه المستخدم فقط، بل أصبحت تصنع أشياء قد لا يحتاجها ثم يجد نفسه مضطرا اليها.