شنت صحيفة "
الوطن"
المصرية اليومية (المؤيدة للانقلاب) حملة عنيفة على الحملة الانتخابية لعبدالفتاح
السيسي وزير الدفاع السابق، المرشح للرئاسة بمصر، في عددها الصادر الخميس، واتهمتها بممارسة الإقصاء والقمع، ونشرت إدانات عدد من الشخصيات الإعلامية والسياسية والعامة لقيام الحملة بمنع مندوبيها ومصوريها من حضور مؤتمرها الصحفي الأول الأربعاء.
وأرجعت "الوطن" هذا المنع إلى مقال وصفه رئيس تحريرها بأنه أغضب الحملة، لكنه أعاد نشره الخميس بعنوان: "الوطن تعيد نشر المقال الذي أغضب الحملة: "السيسي.. والذين معه".
وقالت "الوطن" إنها تعبر عن صدمتها البالغة، ودهشتها من تصرف حملة السيسي المتناقض تماما مع مكتسبات ثورتي 25 يناير و30 يونيو، على حد تعبيرها.
وأكدت أن "هذه السياسة الإقصائية، والاعتداء الصارخ على حرية الرأي والتعبير، وحق المواطن فى المعرفة، إنما يثير مخاوف واسعة من عودة سياسات قمع الحريات، وحقوق الإنسان، لا سيما أن ما أغضب الحملة والقيادات مقال رأي كتبه رئيس التحرير، عبّر فيه عن حرصه على مصر، ثم السيسي، ونصحه بإبعاد بعض المنتفعين من حوله"، بحسب تعبير الصحيفة.
وأعربت "الوطن" عن دهشتها من غضب الحملة بسبب نشر خبر عن رفض السيسي واللجنة الاستشارية لمشروع برنامج انتخابي، تم طرحه على اللجنة من أحد رجال الأعمال، وهو الخبر الذى حاولت الحملة نفيه، واعترف بصحته عدد من أعضاء اللجنة الاستشارية، منهم خالد يوسف، الذى أكد صحة ما نشرته الوطن، بحسب الجريدة.
وقالت "الوطن" إنه من المؤكد أن السيسي لا يعلم شيئا عن تصرف حملته الإقصائي، والمتنافي مع الديمقراطية، وحق التعبير عن الرأي، وهو ما أكدته مصادر بقولها: إن قرار منع الصحيفة من التغطية أصدره أحد القيادات المحيطة به، مؤكدا أن "الرسالة موجهة لرئيس تحرير الوطن".
وعلق رئيس تحرير "الوطن" مجدي الجلاد بالقول إن الرسالة وصلته، وإنه يربأ بـالمشير السيسي أن يبدأ علاقته بالإعلام والمواطن بهذا الأسلوب. وطالبه بالتدخل الفوري لإصلاح ما أفسدته الحملة، وبعض المحيطين به، على حد تعبيره.
لن نسمح لكم بالدخول
وكشفت "الوطن" النقاب عما حدث فقالت: "فى خطوة مفاجئة وغير مفهومة، منعت الحملة الانتخابية الرسمية للمشير عبدالفتاح السيسي، المرشح المحتمل للرئاسة، الأربعاء، صحيفة الوطن من حضور مؤتمرها للإعلان عن تفاصيل تقدم السيسي بأوراق ترشحه للجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
ورفض أحمد كامل، مدير المكتب الإعلامى للحملة، دخول محرر الوطن قاعة المؤتمر، قائلا: لدينا تعليمات عليا بذلك، ولا أستطيع مخالفتها، وتابع بحدة: لم نرسل لكم دعوة لحضور المؤتمر، ولن نسمح لكم بالدخول، مضيفا: بالرغم من اعتمادكم لدى الحملة، لكنني لا أستطيع فعل أي شيء، وهذه تعليمات لا أستطيع أن أخالفها، وهذه رسالتنا للجريدة، ولن تدخلوا لحضور المؤتمر.
وتابع: إن منع الجريدة من حضور المؤتمر جاء لأنها غير مدعوة للحضور، وأنه يجب أن تقوم الوطن أولا بتصفية الأجواء بينها وبين الحملة. وأضاف: أنا شايف إن (الوطن) يجب أن تثبت حُسن نيتها أولا، وأن تقدم السبت لكى تنصلح الأمور، وأن الموضوع ليس بيدي، ولكن "في إيد ناس كبيرة"، على حد تعبيره.
ومن جهته، قال عضو بارز فى حملة السيسي، بحسب الجريدة، إن مقال رئيس تحرير الجريدة المنشور بعنوان: "السيسي.. والذين معه" أثار غضب قيادات الحملة، وبعض المقربين من السيسي، فأصدروا تعليمات عليا بمنع "الوطن" من حضور المؤتمر.
إدانات بالجملة لموقف الحملة
وتعليقا على ما حدث، نشرت "الوطن" إدانات عدة لموقف حملة السيسي، من قبل عدد من الشخصيات الإعلامية والسياسية والعامة.
ونقلت عن الدكتور سامي الشريف، الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، قوله إنه من حق المواطن أن يعرف أنشطة وأخبارا ومعلومات عن حملات المرشحين للرئاسة من خلال مصادر إعلامية موثوق بها.
وأشار إلى أنه من حق الصحفيين الوصول للمعلومات الدقيقة، وأنه يجب على جميع حملات المرشحين مساعدة الصحفيين للوصول للمعلومة الدقيقة، وعدم تعطيل عملهم، لأن الصحافة "عين الشعب".
وأضاف أنه ضد قرار حملة "المشير" بمنع صحفيي "الوطن" من حضور المؤتمر، وإذا كانت الجريدة نشرت معلومة ترى الحملة أنها غير دقيقة، أو مقال رأي لم يعجبها فمن حقها أن ترد على ما نشر على صفحات نفس الجريدة، أو في أي وسيلة إعلامية أخرى، ولكن لا يكون الرد بمنع الصحفيين من الوصول للحقيقة.
وندد الدكتور مجدي عبد الحميد، رئيس الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، بمنع "الوطن"، من تغطية المؤتمر. وأكد أن منع الصحيفة يعد تعديا على الحقوق والحريات، وقانون الصحافة، متوقعا تكراره مع عدد من الصحف، والمواقع الإلكترونية.
واستنكر ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، واقعة طرد مندوب "الوطن"، من حملة السيسي، مؤكدا أنها تتنافى مع قانون حرية الصحافة والمعلومات، ونصوص دستور 2013. وقال "إنه أمر غير مقبول". وناشد السيسي أن يتشاور مع حملته عن هذا الأمر المخالف لمبادئ الديمقراطية، والقانون المصري، بحيث لا يتكرر مرة أخرى، كما قال.
وقال الدكتور أحمد دراج، القيادي السابق بالجمعية الوطنية للتغيير، إن ما حدث لا يصح أن يصدر من حملة بحجم حملة المشير، موضحا أنه سيسجّل اعتراضه لقيادات الحملة.
وأضاف أن هذا الموقف يحسب ضد المشير السيسي، وينال من شعبيته، وغير مقبول على الإطلاق، أن تتم إهانة وسائل الإعلام أو التضييق عليها، مطالبا بأن تتعامل حملة المشير مع وسائل الإعلام بأسلوب أكثر حكمة، وحنكة، لأنها هي الخاسر الوحيد من مثل هذه التصرفات، كما قال.
وقال الدكتور عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن حملة المشير عبدالفتاح السيسي هي الخاسر الوحيد من عدم تغطية صحيفة "الوطن" لمؤتمراتها، وفعاليتها.
وأضاف أن موقف حملة السيسي من منع محرر "الوطن" من دخول مؤتمرها، لا يعطينا مؤشرا قويا عن مدى التزام السيسي بالمحافظة على حرية الإعلام إذا أصبح رئيس جمهورية، مرجّحا أن يكون هذا التصرف من مسؤولي الحملة، وليس أمرا مباشرا من السيسي.
وعلّق عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 أبريل، على منع "الوطن" من دخول المؤتمر قائلا: "بصفة عامة، الإعلام له احترامه، وطالما هناك مؤتمر يجب حضور وسائل الإعلام، ويجب احترام من يأتي ليغطي المؤتمر"، مشيرا إلى أنها بداية خاطئة لحملة السيسي.