أكد مراقبون فوز الرئيس
الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة، الذي رشحه حزب جبهة التحرير، لولاية رابعة في
الانتخابات المقررة في 17 نيسان/ أبريل الجاري.
وبوتفليقة الذي ناهز عمره 76 سنة من أكثر الشخصيات التي تركت بصمة في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصا وأنه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999.
ومنذ دخوله المستشفى العسكري في باريس أول مرة في 2005 للعلاج من قرحة في المعدة، اصبح اختفاؤه يثير التساؤلات ويتسبب في انتشار شائعات حول وفاته كما حدث عند نقله للعلاج في المرة الأخيرة في نيسان/ أبريل 2013 بسبب جلطة دماغية أبعدته عن الجزائر ثلاثة أشهر.
وعاد إلى الجزائر على كرسي متحرك، ليخضع لفترة نقاهة لم يخرج منها إلى اليوم، رغم ظهوره على التلفزيون من حين لآخر لاستقبال بعض زائريه.
لكن ظهوره الأبرز كان في 29 أيلول/ سبتمبر، عندما ترأس أول اجتماع لمجلس الوزراء خلال سنة 2013.
حطم بوتفليقة الرقم القياسي في رئاسة البلاد بأكثر من 14 سنة، بينما كان الرئيس هواري بومدين قضى 13 سنة في رئاسة وصل إليها بانقلاب عسكري، حتى غيبه الموت في 1978.
وغداة الاستقلال في 5 تموز/ يوليو 1962 تقلد بوتفليقة منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة في أول حكومة للرئيس أحمد بن بلة (1962-1965).
ولم يمنعه سنه الصغير (26 سنة) من أن يصبح وزيرا للخارجية خلفا لمحمد خميستي الذي اغتيل أمام المجلس الوطني في 11 نيسان/ أبريل 1963، وبقي في هذا المنصب 16 سنة إلى ما بعد وفاة هواري بومدين.
وصل بوتفليقة إلى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999 بنسبة 90.24% من الأصوات، ثم أعيد انتخابه في 2004 و2009 بفضل تعديل دستوري يلغي تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين.
ووصف وزير سابق عمل في حكومة بوتفليقة من 1999 إلى 2002 الرجل بأنه "مزاجي" وبدون أي مشروع سياسي، حتى أن "رؤساء الحكومات كانوا لا يجرؤون على الحديث خلال اجتماع مجلس الوزراء نظرا لاحتقاره لهم".
ويتذكر الوزير السابق أن بوتفليقة دافع مرة بقوة عن عودة التدريس باللغتين العربية والفرنسية كما كان الحال حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، "ثم تراجع وحذر بشدة من المساس بالمكانة المقدسة للغة العربية".
وواجه بوتفليقة خلال حكمه عدة أزمات سياسية خرج منها بسلام بفضل توفر أموال النفط وحنكته الدبلوماسية. ففي 2001 ثارت منطقة القبائل المعروفة بعدائها للسلطة.
وبعد عشر سنوات اندلعت احتجاجات ضد غلاء المعيشة، تبعتها مطالب بتغيير النظام. وقد قرر في 2002 تعديل الدستور لاعتبار اللغة الأمازيغية لغة وطنية، وهو أحد مطالب منطقة القبائل.
ولامتصاص غضب الشارع في 2011 أعلن رفع حالة الطوارئ بعد 19 سنة من فرضها، كما أعلن إصلاحات سياسية تفاديا لتداعيات الربيع العربي، من خلال سن قوانين انتقدتها المعارضة بقوة واعتبرت أنها تكريس لاستفراد الرئيس بالسلطة.
واتجهت أنظار المجتمع الدولي إلى بوتفليقة المولود في 2 آذار/ مارس 1937 في وجدة بالمغرب منذ توليه وزارة الخارجية، قبل أن يتعرض للتهميش والاتهام بالفساد بعد وفاة الرئيس هواري بومدين في كانون الأول/ ديسمبر 1978، وهو الذي كان من أقرب مقربيه ومرشحا لخلافته، فقرر الابتعاد عن الحياة السياسية في 1981 والإقامة في دبي وسويسرا.
والتحق الرئيس الجزائري بجيش التحرير الوطني في 1956 لمحاربة الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال في 1962 تقلد حقيبة وزارة الشباب لفترة وجيزة خلال حكم الرئيس أحمد بن بلة، ثم عين وزيرا للخارجية من 1963 إلى 1979.