يثير
العداء الأولمبي نادر
المصري التراب أثناء ركضه على الطرق الترابية الخلفية بشمال قطاع
غزة، على مرأى من السياج
الإسرائيلي، الذي عزل قطاع غزة أثناء مواصلته التدريب، رغم منعه من المشاركة في أكبر حدث رياضي على المستوى الفلسطيني.
شارك المصري في 40 مسابقة دولية، من بينها دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، وحرمته السلطات الإسرائيلية من الحصول على تصريح للسفر إلى الضفة الغربية المحتلة للمشاركة في
ماراثون فلسطين الدولي الجمعة.
وقال المصري الذي يعمل شرطيا، ويبلغ من العمر 34 عاما: "أنا حزين. هذا ماراثون على مستوى فلسطين، وكنت أتمنى أن أشارك فيه، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت السماح لي بكل برود".
وبدأ الماراثون في العام الماضي كتعبير عن أحقية الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وفي حرية الانتقال التي يطالبون بها.
أما هذا العام فيجري تنظيمه وسط توترات دبلوماسية شديدة، واقتراب محادثات التسوية الإسرائيلية الفلسطينية من حافة الانهيار، وسط اتهامات متبادلة.
قالت الهيئة الحكومية الإسرائيلية المختصة بمنح التصاريح في بيان لها، إن "الماراثون تدعمه السلطة الفلسطينية، وتشوبه ظلال سياسية تنزع الشرعية عن دولة إسرائيل".
وأضافت أن حالة المصري لم تستوف شروط السفر من غزة، لكنها لم تذكر أي تفاصيل أخرى.
ومنعت إسرائيل المصري أيضا من المشاركة في سباق العام الماضي.
وينطلق السباق من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، ويبلغ طوله عشرة كيلومترات في مسار متعرج.
وقال المصري: "كان من الممكن أن أحقق المركز الأول بكل سهولة، أنا أعرف أرقامي القياسية، وأعرف أرقام الآخرين".
وبينما كان يتدرب في بلدته بيت حانون، انطلق عدد من الأطفال عدوا إلى جواره، وحاولوا مجاراة خطواته الواسعة، لكنهم سرعان ما تخلفوا عنه.
وكان الجيران يهتفون باسمه وهو يمر بهم، فعلّق قائلا: "الناس هنا يشجعونني، ويقولون لي استمر، وأن قرار الرفض ليس النهاية، وسيكون هناك بطولات قادمة".
وتقول جماعة "جيشا" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إن المصري واحد من 30 عداء من غزة رفضت السلطات الإسرائيلية منحهم تصاريح.
ورفعت الجماعة دعوى لصالح المصري أمام المحكمة العليا الإسرائيلية.
وقالت المتحدثة باسم جماعة "جيشا"، شاي جرونبرج، إن إسرائيل "لم تعر الحق في حرية الانتقال أي اهتمام، رغم أنه كان يجب أن يكون اعتبارا محوريا".
وأضافت: "يبدو أيضا أنه يخالف التصريحات العلنية للمسؤولين الأمنيين أنفسهم عن اهتمام إسرائيل بتيسير الحياة العادية للمدنيين في غزة".
ويقول المصري إن تصاريح السفر ليست الهم الوحيد للرياضيين الفلسطينيين، شاكيا من نقص التمويل الفلسطيني.
ويضيف "كما ترى نحن نتدرب في الشوارع، وفي مناطق قريبة من الحدود (...) أحيانا يحدث إطلاق نار وأنا أركض - ليس نحوي مباشرة - ولكن في أحد المرات سقطت قذيفة على بعد 500 متر مني".
وفي مكان لا يبعد كثيرا عن الموقع الذي كان المصري يتدرب فيه، تردد دوي طلقات نارية، وفي وقت لاحق قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن شخصين كانا يجمعان الحصى قرب السياج أصيبا بجروح عندما فتح جنود إسرائيليون النار لإبعادهما عن المنطقة.