قال أحمد المسلمانى مستشار الرئيس المؤقت لشؤون الإعلام، إن وضع
مصر متأزم في سيناء، وجنوب مصر أصبح أيضًا يشهد أزمة، وهذا مؤشر على اشتعال الدولة شمالا وجنوبًا، على حد تعبيره.
وأضاف
المسلماني -في لقائه بفضائية مصرية خاصة مساء الثلاثاء- على أن البعض يريد ثوب هذا الوطن مشتعلا من جميع الأطراف، من سيناء، ومن الناحية الغربية، والمنطقة الجنوبية".
وشدد المسلماني -خلال حواره- على ضرورة إقامة تحالف فيدرالي يجمع بين مصر والسودان وليبيا، لمواجهة التحديات الخارجية، واستغلال مواردهم العملاقة، بدلاً من استغلال الدول الاستعمارية لها أو الجماعات الإرهابية.
وأشار إلى أن السودان دولة غنية بمواردها الطبيعية المتمثلة في الأراضي والمياه الوفيرة. كما أن ليبيا دولة من أجمل دول العالم، وبها طبيعة ساحرة، منبهًا إلى أن لديها موارد عملاقة، ويريد الاستعمار الأجنبي أن يستولي عليها.
وأكد أن التعاون بين السودان وإثيوبيا يقف عند الحدود بينهما، والاتفاق على تكوين "دوريات متقابلة" بين الدولتين، يهدف إلى حماية الحدود المشتركة من الحركات المتمردة والعصابات المسلحة على الحدود الإثيوبية.
واستطرد: "اتفاقية الدفاع المشترك الحقيقية، بين الجيشين السوداني والإثيوبي، ضمن حدود الدولتين فقط"، موضحًا أن هناك من يعمل على الوقيعة بين القاهرة والخرطوم. وزعم أن قناة الجزيرة تتحدث بالكذب عن تعاون كونفيدرالي بين السودان وإثيوبيا.
وتحدث عن أنه التقى بالرئيس السوداني عمر حسن البشير، وأنه قال له "إنهم يخططون لكي تكون السودان خمس دول، في الجنوب، والشرق، والغرب، ووسط النيل، ودولة نوبية تمتد مع جنوب مصر"، مضيفا أن الرئيس البشير كان يتحدث كمحلل سياسي، وليس كرئيس لدولة السودان.
وبسؤاله عن زيارة أمير قطر للسودان، قال إن البعض أخذ من هذه الزيارة أخبارا سيئة، وإنه من الضروري أن تكون العلاقات المصرية السودانية على رأس أولويات القاهرة والخرطوم.
المسار الجزائري الدموي
المسلماني أضاف في حواره أنه "من ضمن المؤامرات الخارجية على مصر أن تأخذ مصر المسار الجزائري الدموي". وتابع بأن الرئيس الجزائري "بوتفليقة" قام بسداد ديون الجزائر الخارجية البالغة 29 مليار دولار، وأنفق 600 مليار دولار في البنية الأساسية، مشيدًا بـ"دور هذا الرجل في إنقاذ الجزائر من نشرات الدم والأخبار الكاذبة"، على حد تعبيره.
وأضاف: "سنحترم من يختاره الجزائريون في الانتخابات القادمة، ولا نتدخل في شؤون أي دولة".
الاشتباك في أسوان
وعلى مستوى الأزمة في أسوان، قال إنه لا توجد معلومات نهائية بمن بدأ الاشتباك في أسوان أو طبيعة المسار، وإن الموقف لم ينته حتى الآن، بسبب وجود أمور تستجد كل لحظة.
واستدرك قائلا: يمكن القول من الناحية الاستراتيجية، إنه بدلا من التركيز في سيناء على مكافحة الإرهاب، والقضاء عليه، يتم تشتيت الانتباه بقيام بعض المواقع "
الإخوانية" بتوجية التهمة إلى الأمن، واستغلال الحادث لتحقيق أغراض وأهداف سياسية، مع أنه حادث جنائي، على حد تعبيره.
وأضاف أن المواقع الإلكترونية الخاصة بجماعة الإخوان تتحدث عن أزمة أسوان، وتقول "إن هناك مؤامرة من قبل النظام يفعلها للفت الانتباه.. تنظيم الإخوان يستغل حادث أسوان لتحقيق أغراض سياسية".
وأشار إلى أن بعض الأصوات غير الوطنية المأجورة من الخارج، التي تتحدث عن انفصال النوبة، "واهمون"، متابعًا: "من وجهة نظري: لن يحدث انفصال للنوبة، لا الآن ولا في المستقبل وحتى يوم القيامة، ومهما بذل من جهد إقليمي ودولي لن يحدث على الإطلاق، والمستقبل لن يحمل أبداً انفصالا أو تكوين دولة نوبية".
وأضاف أن قوة الدولة المصرية وتاريخها لن يسمحا بمؤامرات التقسيم الخارجية للبلاد، مضيفًا أ، "مصر ليست مستهدفة وحدها بل كل العالم مستهدف من بعضه".
اتهامات بالجملة للإخوان
وزعم "المسلماني" أن جماعة الإخوان تراهن على عمل تنظيمها الدولي في الخارج، والتأثير على المشهد السياسي المصري، وأن هناك مخططات دولية هدفها إلغاء الوجود العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء.
وقال إن أهداف جماعة الإخوان أصبحت واضحة، وهي هزيمة الجيش والاقتصاد المصري، وهذا يكون جدول أعمال أي عدو خارجي، فما الذي يفرقهم عن العدو الخارجي إذا جعلوا من هزيمة الاقتصاد والجيش أهدافًا؟ على حد تعبيره.
وزعم -في حواره- أن الإخوان تجاوزوا مُعامل الأمان السياسي، لأنه في أي استقطاب سياسي حاد يكون هناك درجة من مُعامل (الأمان السياسي)، وهي أن تكون المسافة بين المتصارعين السياسيين، مسافة معقولة، ولكن إذا اتسعت المسافة فإن الخطر لا يكون على النظام فقط، بل يكون على الدولة ككل.
من هو؟
وأحمد محمد محمود المسلماني من مواليد مركز بسيون بمحافظة الغربية يوم 23 أيلول/ سبتمبر 1970، وهو كاتب صحفي وإعلامي مصري، يشغل حالياً منصب المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور. وتخرج في قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1992. واعتاد إقامة صالون ثقافي شهير في منزله بالقاهرة، وتقع محاضراته تحت عنون واحد هو: "مصر من الثورة إلى الدولة.. معالم الطريق".
ومن أقواله: "لو كنا في زمن الاستعمار لطالبت بالتوسع الخارجي، ذلك أن الداخل المصري لا يكفي لإحداث الانطلاقة الكبرى.. لقد تواضع المصريون أكثر مما ينبغي، وتواضعت أحلامهم أكثر مما يحتمل، لا سبيل إلى المستقبل بتلك النخبة القاحلة، ولا تلك النفوس المهزأة.. ثمة هزة حضارية لا بديل عنها.. إنني واحد ممن يرون أن بعض رؤى الإصلاح والتقدم لا تحتمل ترف الحوار والجدل والإقناع، كما أنها لا يمكنها أن تبقى طويلاً أسيرة حرب باردة بين الرأي والرأي الآخر.. إنني ليبرالي يؤيد
نظرية المؤامرة، أي نظرية السياسة.. والحل في نظري أن نتآمر بالمقابل؛ فلا تفل السياسة إلا السياسة، ولا المنطق إلا المنطق، ولا المصلحة إلا المصلحة، ولا الرؤية إلا الرؤية، أي لا تفل المؤامرة إلا المؤامرة".