أعلن
وزير العدل والأوقاف
الكويتي، نايف العجمي، تقديمه استقالته من منصبه، الجمعة، بعد أيام من اتهامه من قبل مسؤول أمريكي بأن "لديه تاريخا في تعزيز الجهاد في
سوريا".
وقال العجمي، في تصريح لجريدة "الرأي" الكويتية، الجمعة، إنه تقدّم فعلاً بخطاب استقالته، وبين أن مجلس الوزراء سيبت في الاستقالة الأحد المقبل.
وسبق أن كشف الوزير الكويتي، في تصريحات سابقة، أنه طلب إعفاءه من منصبه بسبب مشكلات صحية، وزار بالفعل لندن الشهر الماضي لإجراء فحوصات طبية.
وكان مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، قال، في تصريحات سابقة، إن الكويت أصبحت بؤرة لجمع التبرعات لـ"الجمعيات الإرهابية في سوريا".
ونوّه في ذات الوقت إلى أن الكويت اتخذت خطوات لتعزيز قدرتها على مكافحة التمويلات غير المشروعة، داعيا الكويت إلى بذل المزيد من الجهد لوقف تدفق الأموال إلى "الإرهابيين"على حد وصفه.
وبينما وصف كوهين المباحثات الأخيرة مع الحكومة الكويتية بأنها مشجعة غير أنه استدرك بقوله "إلا أن تعيين نايف العجمي وزيرًا للعدل ووزيرًا للأوقاف والشؤون الإسلامية خطوة في الاتجاه الخاطئ لاسيما وأن لديه تاريخًا من تعزيز الجهاد في سوريا".
وأضاف كوهين أن وزارة العدل والأوقاف وبعد توليها من الوزير نايف العجمي سمحت للجمعيات الخيرية بجمع التبرعات لصالح الشعب السوري في المساجد الكويتية وهو ما يمكن استغلاله بسهولة لجمع التبرعات للإرهابيين.
وفي أعقاب تلك التصريحات، أعربت دولة الكويت، الاثنين الماضي، عن استيائها لتلك الاتهامات التي تشكّل مساسًا لوزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية نايف العجمي مجددة ثقتها به وموقفها الثابت من رفضها للإرهاب بكل أشكاله وأنواعه.
وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء إن مجلس الوزراء الكويتي استمع إلى شرح من الوزير العجمي حول التفاصيل المتعلقة بخلفية هذه الاتهامات والمزاعم التي أكد عدم صحتها وعدم استنادها إلى معلومات وأدلة موثقة.
وأوضح الوزير العجمي أن "كل النشاطات والجهود التي يقوم بها إنما تأتي ضمن إطار الجهود المشهودة التي عرفت بها دولة الكويت على الصعيدين الرسمي والشعبي والتي تحرص دائما أن تكون في نطاقها الخيري والإسلامي والإنساني وتقديم العون والمساعدة لكل محتاج في كل أصقاع هذه البسيطة التزاما بإسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء واستمرارًا لما جبل عليه مجتمعنا الكويتي من قيم حضارية راقية".
وأكد مجلس الوزراء ثقته في وزير العدل والأوقاف الذي تولى الوزارة في إطار تغيير وزاري جرى في الكويت في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وحول هذه الاتهامات، قال العجمي في تصريحات لجريدة "الرأي"، اليوم، إن "الكويت تعلم أن من أمر بفتح مساجد الجمعيات الخيرية للتبرع هو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح".
ولفت إلى أن "العمل الخيري دم يجري في عروقي وأفخر به وهو متعتي في الحياة لا أجد متعة أبلغ منها"، موضحا أنه لم يدخل سوريا لا قبل الأحداث ولا أثناءها "وإنما فتح لي مجال بدعمها من خلال العمل الخيري والانساني".
وثمّن بيان الحكومة واعتبره "موقفا نبيلا وشجاعا وتاريخيا فيه دفاع مستحق" على حد قوله.