معتصم رداد أسير
فلسطيني في سجون الاحتلال يصارع الموت الحقيقي بعد إصابته بسرطان قضى على ما تبقى من أمعائه، يعاني من ضغط الدم والسكري، لا يقوى على تحريك رجله ويده اليسرى.
رداد الذي أصبح بحاجة لاستئصال أمعائه، هو حالة من آلاف الحالات التي تتعرض لـ"جريمة ممنهجة تنتهجها سياسة مصلحة السجون الاسرائيلية في التعامل مع الأسرى المرضى"، كما يصفها مدير مؤسسة "مهجة القدس للأسرى" ياسر مزهر.
ويشير مزهر لـ"عربي 21" إلى أن "أعداد المرضى في ازدياد بسبب الإهمال الطبي الذي يعاني منه الأسير الفلسطيني".
الأمر الذي تؤكده جمعية واعد للأسرى والمحررين في بيان لها، مضيفة أن "حياة عدد من الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال الصهيوني تجاوزت مرحلة الخطورة الشديدة إلى المرحلة الحرجة في ظل الإهمال الطبي المتصاعد داخل المعتقلات والزنازين".
"فالأسير الفلسطيني ينتظر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى يستطيع دخول عيادة السجن" هذا ما تقوله حليمة رميلات.
وبعد تلك المعاناة يتفاجأ المريض بعدم وجود طبيب مقيم في العيادة، وتضيف رميلات وهي رئيس نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم لـ"عربي 21"، أن "الأسير المريض يُعرض على جندي صهيوني اجتاز دورة في السلامة العامة" مشيرة إلى إن" أيّ من مقومات ومستلزمات العيادة الطبية غير موجودة في السجن".
وتلفت رميلات النظر إلى انتهاك
إسرائيل اتفاقية جينيف التي تنص في المادة (91) على أن "تتوفر في كل معتقل عيادة مناسبة يشرف عليها طبيب مؤهل ويحصل فيها المعتقلون على ما يحتاجونه من رعاية طبية" مؤكدة أن "الأسير الفلسطيني لا يحصل على شيء من هذا الحق".
من جهته يصف رئيس مركز مهجة القدس حبة المسكن (الأكامول) التي يتم وصفها كعلاج للأسير بأنها "دواء لكل داء بالنسبة لعيادة السجن" موضحا أن "العيادة لا تسمح للأسرى بإجراء فحوصات حتى وصولهم مرحلة خطرة".
ويقدر مزهر عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال بـ 1200 أسير بأمراض مزمنة، وما يقارب 25 مريضا بالسرطان أخطرهم الأسير مصعب رداد، "أما عدد الشهداء الأسرى الذين سقطوا نتيجة الإهمال الطبي فوصل إلى 204 أسرى".
ويضرب المثل في حال الأسير يسري المصري الذي "بقي سنتين وهو يراجع، والعيادة لا تعترف بأنه مريض حتى تفشى السرطان في غدته".
أما الطريقة الناجعة للحصول على شيء من حق الأسير في العلاج هو "الاعتراف بما يريده المحقق لا ما هي الحقيقة" بحسب رميلات.
وتضيف رميلات أن "أفضل الخيارات المتاحة للأسير المريض هو مستشفى الرملة"، والتي وصفته بالمقبرة لعدم وجود أي تجهيزات طبية جيدة.
وتناشد رميلات منظمات حقوق الإنسان بالاهتمام بقضية الأسرى وتسليط الضوء عليهم موضحةً أن "على المنظمات الضغط على سلطات الاحتلال لكي يحصل الأسير على حقه الطبيعي بالعلاج".