حذر تقرير داخلي لممثليات دول الاتحاد الأوروبي في
القدس المحتلة وفي رام الله من مغبة تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، كما تطالب الجماعات اليهودية المختلفة.
وجاء في التقرير الذي صدر في 18 آذار/ مارس أنه " قد تشعل التهديدات الواضحة على الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف ردود فعل متطرفة على المستوى المحلي وفي أرجاء العالم العربي والاسلامي أيضا، وهي ذات طاقة كامنة لحرف محادثات السلام عن مسارها".
ويحذر التقرير الذي كشفت عنه صحيفة هآرتس
الإسرائيلية، الجمعة، من خلق فصل مكاني في الحرم وتخصيص زمن عبادة منفصل لكل ديانة – مثلما حصل في الحرم الابراهيمي في الخليل. لكن التقرير يلمح إلى ما وصفه بـ"ميول بعض رجال الأوقاف الإسلامية والسياسيين
الفلسطينيين للتنكر للصلة التاريخية التي لليهود بالحرم".
ويصف التقرير السياسة الإسرائيلية في القدس بأنها تستهدف "تثبيت الضم أحادي الجانب وغير القانوني للقدس الشرقية"، ومواصلة قطعها عن الضفة الغربية.
وفي رسالة تلميح إلى الولايات المتحدة يوصي التقرير بأنه من أجل ضمان السلام الحقيقي، يجب على المفاوضات أن تضمن مكانة القدس كعاصمة للدولتين.
ويشدد كاتبو التقرير على أنه منذ "استئناف محادثات السلام في تموز/ يوليو 2013، طرأ ارتفاع غير مسبوق في النشاط الاستيطاني في القدس. ويبدو هذا كجزء من الاستراتيجية الإسرائيلية الأوسع التي تستهدف استخدام المستوطنات، شق الطرق، الحدائق والمواقع السياحية من أجل توسيع القدس إلى أعماق الضفة الغربية".
ويستعرض التقرير التدهور في الوضع السياسي، والاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين في القدس المحتلة، ويربط ذلك بشكل مباشر بسياسة إسرائيلية مقصودة.
و جاء في التقرير أن 39 في المئة من نحو 800 ألف من سكان القدس هم فلسطينيون، ولكن نحو 10 في المئة فقط من ميزانية بلدية الاحتلال موجهة لهؤلاء السكان.
وأن 200 الف هم إسرائيليون يعيشون "في المستوطنات داخل شرقي القدس". وأن نحو 52 في المئة من مساحة شرقي القدس ليست في متناول التنمية للسكان الفلسطينيين، وأن نحو 35 في المئة من هذه المساحة مخصصة للمستوطنات. وكنتيجة لذلك، فإن احتياجات الفلسطينيين للسكن يمكنها أن تتحقق فقط في 13 في المئة فقط من مساحة شرقي القدس.
ويضيف التقرير أن "معظم المساحة باتت مبنية، اكتظاظ البناء المسموح به محدود جدا والشروط للتخطيط والبناء صعبة على التطبيق. وعملية تقديم طلبات للبناء طويلة ومكلفة. وأن 33 في المئة على الأقل من المنازل في شرقي القدس هي دون أذون إسرائيلية، وهكذا فإن 93 الف فلسطيني يعيشون تحت التهديد بالاقتلاع".
ويكشف التقرير أنه في العام 2013 نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلية 98 عملية هدم في شرقي القدس. و 39 عملية هدم في العام الماضي كانت لمبانٍ لأغراض العمل والرزق و 24 مبنى سكني. و 12 من أعمال الهدم نفذها السكان أنفسهم منعا لدفع مزيد من الغرامات. و 298 شخصا بينهم 153 طفلا تضرروا واقتلعوا من منازلهم في 2013، وهذا هو العدد الأعلى منذ 2009. و 400 فلسطيني آخر من شرقي القدس تضرروا جراء هدم مبان لأغراض العمل.