حذر خبير، ومسؤول أمني أمريكي بارز من "التداعيات الخطيرة" لسياسات رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان على مصالح الولايات المتحدة، مشدداً على أن
تركيا تحت قيادته تحولت من حليف إلى عدو لواشنطن.
ونقلت صحيفة "جيروسلم بوست" في عددها الصادر، الثلاثاء، عن ميخائيل روبين، الباحث في مركز "إنتربرايز"، والذي شغل مواقع حساسة في وزارة الدفاع الأمريكية في السابق إن فشلاً مدوياً لحزب "
العدالة والتنمية" في الانتخابات فقط يضمن إصلاح مسار العلاقة الأمريكية التركية.
وحسب روبين، مؤلف كتاب: "الرقص مع الشيطان: مخاطر الشراكة مع الأنظمة المارقة"، فإن الافتراض السابق الذي ساد بعد تفجر ثورات
الربيع العربي والذي على أساسه أن مصلحة الغرب تتحقق في حال تبنت دول الربيع العربي النموذج الإسلامي التركي قد تبين أنه في غير محله.
واعتبر روبين أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ارتكب خطأً كبيراً عندما وصف عام 2010 تركيا بـ "الديموقراطية الإسلامية العظيمة"، مشيراً إلى أن أوباما اعتقد أن نموذج حكم أردوغان يصلح ليكون نموذجاً يحتذى به في العالم العربي، وأضاف: "إن المحللين كانوا يتجادلون حول إمكانية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، أما الآن فإن الجدل بات يبحث سبل تجنب وصف تركيا بأنها داعمة للإرهاب".
وانتقد روبين (
يهودي)، العلاقات التي تربط نواب الكونغرس وحكومة أردوغان، محذراً من أن هذه العلاقة تحرج الولايات المتحدة، على اعتبار أن حكومة أردوغان تصور هذه العلاقة على أساس أنها مؤشر على دعم أمريكي لها.
وحذر من تواصل العلاقة مع أردوغان قد تفسر على أساس أنها دعم لـ "احتضانه حركة حماس وتماثله مع إيران ومساعدتها في تجاوز العقوبات الدولية، وسماحه بتهريب السلاح لتنظيم القاعدة ودوره في إذكاء الصراع العرقي في نيجيريا".
وحول مستقبل التعاطي الأمريكي من تركيا، قال روبين: "على الرغم من أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تتغير ببطء، إلا أن الأمريكيين باتوا يدركون حقيقة الواقع الجديد، فتركيا تقريباً انتقلت من طور الحليف إلى طور العدو".
وامتدح روبين أداء المعارضة التركية، مستدركاً أنه لا يجوز الرهان على تحقيقها نجاحات في الانتخابات القادمة، مدعياً أنه قد يكون قد أسدل الستار على العهد الذي تنظم فيه انتخابات حرة ونزيهة".
من ناحيته اعتبر تساحي هنغبي رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للبرلمان "الإسرائيلي" أن تل أبيب فقدت الكثير من المزايا الاستراتيجية عندما خسرت التحالف مع تركيا بقدوم حزب العدالة والتنمية للحكم.
وخلال مقال نشره على موقعه الشخصي، أوضح هنغبي إن "إسرائيل" مطالبة باتخاذ كل الخطوات الهادفة إلى محاولة استعادة العلاقة مع تركيا "ولو تطلب الأمر تقديم تنازلات مهمة".
وأقر هنغبي بأن "إسرائيل" فقدت شراكتها الاستراتيجية بعد أن توقف الجيش التركي عن لعب دور حامي العلمانية في البلاد، مشيراً إلى أن الجنرالات الأتراك كانوا أوثق حلفاء تل أبيب في أنقره.
وكان يوسي ميلمان معلق الشؤون الاستخبارية في موقع "ذي ويست" قد كشف تقريراً مفصلاً بتاريخ 14-1-2014 حول عمق واتساع التنسيق والتعاون الاستخباري الذي كان يربط تركيا بإسرائيل على مدى عقود من الزمان.
وأشار ميلمان في تقريره إلى أن قادة الأجهزة الاستخبارية في كل من تركيا و"إسرائيل" كانوا يعقدون لقاءات تنسيق بشكل دوري.