الأهداف هي متعة كرة القدم. والمباريات غزيرة الأهداف لا تخرج من الذاكرة، المتعة وصلت ذروتها بسيول من الأهداف يومي السبت والأحد الماضيين.. وأعادت أندية إنجلترا وإسبانيا الكبرى كتابة التاريخ بعد 60 عاما بالتمام والكمال.
لم تشهد نهائيات كأس العالم لكرة القدم غزارة تهديفية كما حدث في نهائيات دورتها الخامسة في سويسرا عام 1954.. ولم تشهد لقاءات القمة فى إنجلترا وإسبانيا غزارة تهديفية في مرحلة واحدة كما حدث هذا الأسبوع.
140 هدف بالتمام والكمال هزت الشباك في 26 مباراة في كأس العالم الخامسة بمتوسط 5,4 أهداف لكل مباراة.. وهو الرقم القياسي للمسابقة طوال تاريخها.. لكنه تضاءل الآن.. و27 هدفا هزت الشباك فى 4 مباريات قمة فقط في إنجلترا وإسبانيا يومي السبت والأحد بنسبة 6,75 أهداف لكل مباراة.
الكلاسيكو الأسطوري في القلعة المدريدية سانتياغو بيرنابيو انتهى لمصلحة الضيوف بفوز برشلونة 4-3 (المرة الثالثة فقط في تاريخ الكلاسيكو عبر 89 مباراة في بيرنابيو حيث يصل عدد الأهداف إلى سبعة أو أكثر).. ولكي تكتمل الإثارة كان التقدم للخاسر مرتين خلال اللقاء.. وعزز الأرجنتيني المذهل ليونيل ميسي أرقامه الفريدة بإحراز 3 أهداف "هاتريك" ليكون أول من يحرز الهاتريك مرتين في الكلاسيكو في تاريخ برشلونة.. ورفع رصيده الإجمالي إلى 20 هدفا مغردا وحده كأعلى الهدافين على مر العصور في قمة مباريات الإسبان).
الأهداف السبعة لم تسرق الأضواء من الحكم أونديانو الذي مزق قلوب الجماهير على الجانبين بثلاث ركلات جزاء مثيرة للجدل بداية بركلة جزاء لمدريد من مخالفة خارج المنطقة.. وركلة جزاء لبرشلونة مع طرد للمدافع المدريدي سرخيو راموس من سقوط ممنهج للبرازيلي نيمار.. وركلة أخرى لإنييستا من التحام يراه الكثيرون طبيعيا ومتكررا بين اللاعبين.
الأهداف السبعة في الكلاسيكو الإسباني ليست الرقم القياسي لأعلى المعدلات في مباريات الأسبوع.. وانتزعت مباراة كارديف سيتي وليفربول الثانى بالجدول في ملعب الأول في ويلز بالبطولة الإنجليزية الصدارة بتسعة أهداف وانتهت مجددا لمصلحة الضيوف 6-3.. لكن الإثارة تلاعبت كما "الكلاسيكو" بالعقول إثر تقدم الخاسر مرتين خلال الدقائق الأربعين الأولي من المباراة.. وعزز الأورغوياني لويس سواريز صدارته للهدافين بإحراز 3 أهداف هاتريك ليرفع مجموع أهدافه إلى 28 هدفا بفارق مريح 9 أهداف عن أقرب منافسيه وهو ستوريدج زميله في نفس الفريق. و"الهاتريك" هو الثالث لسواريز في الموسم الحالي والرابع له في الدوري (بريميرشيب) بعيدا عن قلعة أنفيلد ليقترب من الرقم القياسي لمايكل أوين وله 5 "هاتريك" خارج ملعبه.. ويبقى لسواريز هدف واحد للانفراد بإحراز أكبر عدد من الأهداف لليفربول في موسم بـ"البريميرشيب" والمسجل باسم روبي فاولر 28 هدفا من موسم 1995-1996.
ستة أهداف نظيفة كانت عنوان فوز المتصدر تشيلسي على ضيفه الرابع أرسنال في ملعب "ستامفورد بريدج" في دربي لندن.. واختتمها
المصري محمد صلاح بالهدف الأول له في المسابقة.. وخمسة أهداف نظيفة كانت محصّلة الفوز المريح لمانشستر سيتي ثالث الترتيب وبطل الكأس في ملعبه على فولهام وبينها 3 أهداف "هاتريك" للإيفواري يايا توري.
الغزارة لها مسرحها والجفاف له مسرحه.
وكأن الأقدار التي أجبرت المصريين على مواجهة عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني امتدت إلى كرة القدم.
للأسف.. كانت مصر مسرحا لأكبر موجة جفاف تهديفية في تاريخ أنجح أنديتها الأهلي والزمالك والإسماعيلي.. وسيذكر التاريخ أن الأندية الثلاثة سجلت هدفين فقط عبر تسع مباريات متتالية في المسابقتين الإفريقيتين.
الأهلي حامل لقب دوري الأبطال خسر أولا في دار السلام بهدف من يانغ أفريكانز التنزاني قبل أن يفوز بهدف أيضا في الإسكندرية ويتخطى منافسه بركلات الجزاء الترجيحية.. وعاد ليسقط في الدور التالي بهدف أمام منافسه الليبي أهلي بنغازي في تونس.. والزمالك فاز في نفس البطولة على ملعبه في القاهرة على "سكوب" الأنغولي بهدف ثم تعادلا سلبيا في لواندا.. وتكررت السلبية في لقاء الذهاب ضد نكانا رد ديفلز الزامبي في الدور التالي.. وفى كأس الكونفيدرالية تعادل الإسماعيلي سلبيا عبر ثلاث مباريات متتالية مع ايشانتي الكونغولي وتجاوزه بالركلات الترجيحية ثم ذهابا في الدور التالي في الإسماعيلية مع بيترو أتليتكو الأنغولي.
هدفان في تسع مباريات متتالية.. أي في 13 ساعة ونصف من كرة القدم.. سلبية وعجز هائلان.
رحم الله الكرة المصرية التي شهدت يوما فوز الأهلي بالسبعة على بطل ليبيا في السبعينات وبالستة على بطل تنزانيا في الثمانينات وانتصارات ساحقة للزمالك والإسماعيلي في طريقهما للتتويج القاري مرات كثيرة.