اتفق خبيران سياسيان فلسطينيان على أن حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، التي تسيطر قطاع
غزة، تشن حرباً "نفسية" ضد
إسرائيل، تهدف من ورائها إلى ردعها عن محاولة "شن حرب واسعة ضد القطاع".
وبثّت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، شريط فيديو الجمعة الماضي، يظهر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، قرب حدود غزة في "مرمي نيرانها"، بحسب الفيديو.
من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، صباح الأحد، أن رسائل قصيرة وصلت آلاف الهواتف المحمولة في إسرائيل، من بينهم مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، وناطقون إعلاميون باسم الوزارات، ونواب وزراء، وإعلاميون إسرائيليون، تحمل عبارات تهديد من قبل كتائب القسام.
ولم تعلن "القسام" مسؤوليتها عن إرسال هذه الرسائل، حتى الساعة.
وقال الدكتور وليد المدلل، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، إن "حرب الاستخبارات المعلوماتية التي تشنها حركة حماس، تعتبر من أقوى مراحل
الحرب النفسية التي قد تشهدها إسرائيل".
وأوضح المدلل أن حركة حماس "تحاول منافسة إسرائيل في الجانب الاستخباراتي، سواء في مجال الحصول على المعلومات التي تريدها الحركة عن الجانب الإسرائيلي، أو في مجال إخفائها للمعلومات الخاصة بها".
واعتبر المدلل أن التقاط شريط فيديو لوزير الدفاع الإسرائيلي، وهو يتجول على الحدود مع قطاع غزة "ضربة نفسية موجعة لإسرائيل".
وأشار إلى أن تأثير هذه الحرب سيظهر من خلال تغيير إسرائيل لسلوكها على حدود القطاع.
ووصف المدلل الحرب النفسية التي تديرها حماس بـ"تكتيك حرب العصابات"، حيث تقوم بالنيل من إسرائيل كلما سنحت لها الفرصة.
وأشار إلى أن الحرب النفسية قد تسبق الحرب العسكرية الحقيقية، واصفاً إياها بالمحاولة الجيدة لتوتير الصف الداخلي للجيش الإسرائيلي.
وعن أهمية تلك الحرب النفسية، قال المدلل إن "الهزيمة النفسية للجيش تهيئ لهزيمته العسكرية".
واتفق ناجي البطة، أستاذ الشؤون الإسرائيلية، في أكاديمية
فلسطين للعلوم الأمنية بغزة، مع المدلل فيما ذهب إليه، قائلاً:" بالفعل حماس تشن حرب نفسية ضد إسرائيل، من أبرز معالمها حرب الاستخبارات".
وأضاف " حركة حماس المحاصرة تمتلك إمكانيات تتيح لها المجال للوصول للمعلومات الإسرائيلية، وهذا الأمر يشكل توازن مع قدرات إسرائيل الاستخباراتية، سواء كانت الإمكانيات تكنولوجية أو بشرية".
وأشار البطة إلى أن الحرب النفسية لها تأثير قوي على الجبهة الإسرائيلية الداخلية، خاصة فيما يتعلق بجلب المهاجرين اليهود إلى إسرائيل.
وأضاف أن "هذه الحرب تجعل إسرائيل كطاردة للمهاجرين وليست جاذبة".
ومؤخرا هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني جانتس، باجتياح قطاع غزة بالكامل، قائلاً:" لا مناص من احتلال قطاع غزة كاملاً إذا كانت هناك رغبة بوقف كلي للصواريخ التي تطلق على البلدات اليهودية المحاذية".
ومنذ كانون الأول/ ديسمبر 2006 فرضت إسرائيل حصارا على قطاع غزة بعد فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي، وشددت حصارها في حزيران/ يونيو 2007، عقب سيطرة حماس على القطاع في أعقاب الانقسام الداخلي بينها وبينها حركة فتح.