أطلقت الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) فيلم فيديو تدعو فيه مواطنين بريطانيين للمشاركة. وبحسب صحيفة "إندبندت" البريطانية في تقريرها الذي أعده ريتشارد هول، فإن بريطانيين يقاتلون في
سوريا وجهوا دعوة لآخرين من بريطانيا للانضمام إليهم.
ويقول رجل ملثم يتحدث بلهجة أهل لندن الإنكليزية في الفيديو الذي وضع على الإنترنت: "أبواب الجهاد لا تزال مفتوحة"، ويقول إنه ساعد ثلاثة بريطانيين آخرين للذهاب إلى سوريا.
ويعتقد أن الرجل عضو في "داعش" التي كانت مرتبطة بالقاعدة سابقا وتحمل فكرا مشابها. وقد ظهر نفس الشخص في فيديوهات أخرى تم تحميلها على الإنترنت من قبل مجموعة تسمي نفسها "راية التوحيد" وتقول بأنها الجهة الناشرة للمواد العالمية الخاصة بـ"داعش".
ويأتي هذا النداء في الوقت الذي يزداد فيه قلق السلطات البريطانية من عدد البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية الثلاث للانضمام إلى جماعات متطرفة. وينجذب البريطانيون وغيرهم من غير السوريين الذين يذهبون للمشاركة في القتال في سوريا إلى مجموعات شبيهة بالقاعدة تتبنى الجهاد العالمي.
وتقول الصحيفة إن مجموع عدد البريطايين المشاركين في الصراع يقدر بالمئات، قتل منهم حوالي عشرون. وقد حذر مسؤول ملف الإرهاب في الداخلية البريطانية تشارلز فار من أن البريطانيين الذين يسافرون إلى سوريا يشكلون "التحدي الأكبر" للأمن منذ هجوم 2001 على برجي مركز التجارة العالمي.
وأضافت أن هناك فيديو آخر ظهر فيه الرجل نفسه، وتحدث عن المصاعب التي يواجهها المقاتلون في سوريا، حيث قال: "لا تظن أنك ستأتي إلى هنا وتلبس درعا واقيا وتحمل كلاشنكوف وتربي لحية". أما في الفيديو الذي تم رفعه أمس (الخميس) فيأخذ منحى آخر حيث يشجع الآخرين على الانضمام.
ويقول وهو جالس على آلية كبيرة: "تمكنا من أن نحضر ثلاثة أو أربعة إخوة في الإسلام. ويمكنك أن تراهم بنفسك". وتدور عدسة الكاميرا باتجاه رجل آخر يلبس قناعا ويتحدث بلهجة بريطانية أيضا: "نحييكم بتحية الإسلام من أرض الشام المباركة.. وبفضل الله.. تمكنا من دهول الأراضي المباركة. الأراضي التي يقول لكم الكفار عنها في بلدنا إذا كنتم تنوون الذهاب إليها فسيكون هناك تبعات عليكم".
وعلق تشالز ليستر، الزميل الزائر لدى مركز "بروكينغز" في الدوحة والخبير في مجموعات الثوارفي سوريا، قائلإ إن الفيديو الأخير "يؤكد أنه بالرغم من الاقتتال الداخلي في شمال وشرق سوريا فإنه لا يزال هناك رغبة لدى بعض البريطانيين في الانضمام إلى الجهاد".
وشهدت الأشهر القليلة الماضية ردة فعل ضد المتطرفين في سوريا، حيث قام المعتدلون بدحر "داعش" في شمال البلاد وسيطروا على مناطق كانت تسيطر عليها "داعش". ولكن "داعش" التي ارتكبت أفظع الجرائم لا تزال تسيطر على مساحة واسعة في شمال وشرق سوريا.
يقول السيد ليستر: "ليس غريبا أن يصدر فيديو مثل هذا يؤكد على أن السفر إلى سوريا لا يزال ممكنا ومجديا لكون داعش والمقاتلين الأجانب في سوريا يقعون تحت الضغط الآن، بالإضافة إلى التشديد البريطاني على أمن الحدود".
ويعتقد بأن آلاف المقاتلين الأجانب سافروا إلى سوريا منذ بداية الحرب الأهلية في 2011، حيث دخل الكثيرون منهم إلى سوريا من الحدود التركية. وتسعى السلطات التركية لبذل المزيد من الجهد في ضبط الحدود مع نمو قوة المجموعات المتطرفة.
وغادرالكثير من المقاتلين الأجانب عائدين إلى بلادهم مع وقوع "داعش" والمجموعات الجهادية تحت المزيد من الضغط من الثوار الآخرين. وقال مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى إن حوالي 250 "سائحا بريطانيا متطرفا" عادوا من سوريا ويشك في نيتهم بالقيام بهجمات هنا. وكشفت سكوتلاند يارد أن عدد الاعتقالات المرتبطة بسوريا هذا العام وصلت إلى 16، بينما وصل العدد خلال عام 2013 إلى 24.