عكست الصحف
المصرية الصادرة الأربعاء 19 آذار/ مارس 2014 حالة الاستنفار الأمني التي أعلنتها السلطات المصرية بالقاهرة والمحافظات لمواجهة
المظاهرات المقرر خروجها، الأربعاء، في ذكرى الاستفتاء الذي أجري في 19 آذار/ مارس من عام 2011، وانتهى بإعلان المصريين قبولهم بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أولا قبل وضع الدستور من قبل جمعية تأسيسية، وذلك بأغلبية أصوات بلغت نسبتها نحو 78%.
فقد أطلقت صحف الأربعاء، على ذلك الاستنفار، وتلك المظاهرات، أوصافا مختلفة، وصمت فيها المظاهرات بالإرهاب (من قبل أن تبدأ)، واعتبرت أن القائمين عليها، والمشاركين فيها هم "الإخوان المسلمون" فقط.. وهذا خطأ أيضا، كما تبنت موقف السلطة الرسمي ممثلا في بيانات وتصريحات وزارة الداخلية، دون أن تنقل وجهات نظر منظمي المظاهرات، والداعين إليها.
فقد قالت صحيفة التحرير أن وزارة "الداخلية" تستعين بالأسلحة الثقيلة والقوات الخاصة لتأمين الأقسام اليوم.
وقالت الوفد: استنفار أمني بالقاهرة والمحافظات لمواجهة المخططات الإرهابية.. نشر قوات من الجيش بالشوارع والميادين وتوسيع دوائر الاشتباه لضبط التكفيريين.
وذكرت اليوم السابع أن: الداخلية جاهزة لمعركة 19 مارس.. اللواء محمد إبراهيم (وزير الداخلية): سنتصدى بحزم لمظاهرات الإخوان اليوم.. والجماعة تخطط لحرق سيارات الشرطة.
وكشفت الشروق عن أن: 100 ألف شرطي لمواجهة "فوضى 19 مارس" .. حركة "إعدام" الإخوانية تهدد باستهداف ممتلكات وسيارات 5000 ضابط.. وحزب النور يطالب الجماعة بالاعتذار عن العنف، بحسب مانشيت الجريدة.
وقالت الوطن: الإرهابية تتحدى: سننفذ سيناريو "الثورة الإيرانية" اليوم.. القبض على أستاذ متلبسا بتهريب "بنزين" إلى جامعة "القاهرة".. وطلاب "الجماعة" يختطفون فرد أمن ب"الأزهر".
وغير بعيد ذكرت الجمهورية في مانشيتها باللون الأحمر أن: الأمن أجهض اجتماعا لتحالف الإخوان بمقر "العمل" (أي حزب: العمل).. الأهالي استغاثوا من إزعاج التحضير لمظاهرة "غزوة الصناديق".. وزير الداخلية: استنفار كامل للقوات.. وضبط خلية إرهابية بالمنصورة.
"محلب" في الأتوبيس
في المقابل، مارست صحف الأربعاء دعاية إيجابية لصالح حكومة إبراهيم محلب، وهي ثاني حكومة معينة من قبل العسكر، خلال ثمانية أشهر فقط من عمر
الانقلاب. وركزت الصحف جميعا على صورة لمحلب، وهو يركب حافلة جديدة (أتوبيس) ، لدى قيامه بزيارة الثلاثاء إلى مبنى محافظة القاهرة، تفقد خلالها الدفعة الثانية من الأتوبيسات الجديدة، التي تسلمتها هيئة النقل العام، برفقة عدد من الوزراء، في محاولة لاكتساب شعبية لحكومته، أو إعطاء الانطباع بذلك.
وقد أبرزت "التحرير" هذه الصورة بصدر صفحتها الأولى. وقالت: الحكومة في الأتوبيس. فيما قالت اليوم السابع: رئيس الوزراء في أتوبيس النقل العام.. محلب يستقل أحد الأتوبيسات، ويتبادل الأحاديث الودية مع عمال النظافة في حفل تسلم "القاهرة" للأتوبيسات. ويقول: ندرس الطرق القانونية لترميم حرائق الإخوان بمنشآت الدولة من أموال قيادات الجماعة.
ومن جهتها، نقلت الشروق قوله: محلب: حل أزمة سد النهضة قريبا.. رئيس الوزراء: أبناء مصر سيتحملون ظروفها.. و"القفة أم ودنين يشيلوها اتنين".
بينما نقلت المصري اليوم أيضا قول محلب: الأجر يرتبط بالإنتاج لا بالاحتجاج.. وذكرت الأهرام أن: "محلب: لن نسكت على أزمة الكهرباء".
أحكام مخففة لقتلة "الترحيلات"
أبرزت صحف الأربعاء الأحكام المخففة التي صدرت الثلاثاء بحق الضباط المدانين بقتل مسجوني سيارة الترحيلات الشهيرة، وحاولت تمرير تلك الأحكام شعبيا بإبرازها بعناوين عريضة، والزعم بأن الأهالي قبلوا بها، كأنها أحكام قوية، وهذا مخالف للحقيقة.
فقد جعلته الأخبار مانشيتا لها باللون الأحمر، قال: السجن عشر سنوات لنائب المأمور في قضية ترحيلات أبو زعبل..ونشرت إلى جانب المانشيت صورة لأحد الأشخاص، وهو يهتف، بجوار أحد المحامين. وقالت "الأهالي والمحامون هتفوا بعد الحكم: الله أكبر .. يحيا العدل"!
وقالت الوطن: 10 سنوات مع الشغل لضابط بتهمة قتل 37 في قضية "ترحيلات أبو زعبل".. زملاء المتهمين يهتفون: "الله أكبر".. وشكر (أي: عبدالغفار شكر): القومي لحقوق الإنسان سيفجر مفاجآت.
أما الأهرام فنشرت الخبر بعنوان عريض على خمسة أعمدة بالصفحة الأولى قائلة: حبس نائب مأمور مصر الجديدة 10 سنوات في قضية أبو زعبل.
في حين ذكرت المصري اليوم أن: 10 سنوات سجنا لضابط وسنة مع الإيقاف لـ 3 في ترحيلات أبو زعبل.. الجنح تدين المتهمين بالتسبب في وفاة 37 إخوانيا أثناء ترحيلهم.
وذكرت الوفد أنه: "في قضية سيارة الترحيلات: 10 سنوات سجنا لنائب مأمور مصر الجديدة وسنة مع الإيقاف لـ 3 ضباط".
وأبرزت كل من صحيفتي: اليوم السابع والشروق الخبر بعناوين مشابهة، فيما مارست "التحرير" تعتيما كاملا على الخبر، فلم تنشره بصفحتها الأولى، وفضلت عليه خبرا -أعلى الترويسة- يقول: واقعة التحرش الجماعي تهز جامعة القاهرة.. الطالبة تعترض على طريقة إخراجها من الجامعة.. ونصار: سنحقق مع الطلاب المتورطين. وذلك في إشارة من الجريدة إلى حادثة تحرش عدد من الطلاب بطالبة كانت ترتدي ملابس مثيرة، لدى تجولها بباحات الجامعة، وقيام أفراد الأمن الإداري بالإحاطة بها، وتأمين خروجها من الجامعة، حماية لها من الطلاب المتحرشين، دون القبض عليهم، أو ملاحقتهم!