تدور معركة حامية على مواقع الاجتماعي بين شباب
الإخوان المسلمين من جانب والناشطين السياسيين الشابين
أحمد المغير وعبد الرحمن عز من جانب آخر، بسبب دعوة الأخيرين إلى مقاومة الانقلاب بالقوة المسلحة.
وفيما يستحل الناشطان المغير وعز دماء جنود الجيش والشرطة ويطالبان بحمل السلاح في وجه قوات الأمن ويرفضون النهج السلمي الذي يتبعه التحالف الوطني لدعم الشرعية وعلى رأسه الإخوان المسلمون، يرى شباب الجماعة أن الشرع والقانون لا يسمحان بهذا الممارسات فضلا عن أن حسابات المصالح والمفاسد تدفع في اتجاه المقاومة
السلمية.
وبدأ
عبد الرحمن عز نشاطه السياسي كناشط ليبرالى فى حركة 6 أبريل، ثم عضوا فى جبهة التغيير التى ترأسها محمد البرادعى فى عام 2009، قبل أن ينشق عن 6 أبريل ويدعم الشيخ حازم أبو إسماعيل، بينما ظهر المغير بعد الثورة وقدم نفسه كمخرج ومقدم برامج ساخرة على الانترنت، لكنه لم يحقق نجاحا يذكر، وأثار الجدل كثير بسبب مواقفه الغريبة ما دفع الإخوان المسلمين إلى إصدار بيان صحفي عام 2013 بأنه لا ينتمي للجماعة.
الجيش
المصري صهيوني
وكان المغير قد تهكم على قتلى حادث مسطرد الذي راح ضحيته ستة من رجال الجيش في أحدث هجوم استهدف رجال الأمن، معتبرا - على حسابه على "تويتر" - أن الجيش المصرى "صهيوني"، ويجوز قتل جنوده إضافة إلى أفراد الشرطة كما يتم مع الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، مستشهدا بالآية الكريمة: "إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين".
كما هاجم المغير الإخوان المسلمين، وقال إن الجماعة انحرفت عن منهج مؤسسها حسن البنا وأصابهم الضعف والقبول بالظلم والهوان ونسوا الجهاد وأصبح كلامهم عنه مجرد هتافات فارغة" حسب تعبيره.
بينما يقول عبد الرحمن عز ردا على من طالبوه بعدم الشماتة فى مقتل جنود الجيش في حادث مسطرد: "على فكرة أن مش شمتان ولا فرحان، أنا زعلان إن قتلهم ما كانش بإيدي أنا، تسلم الأيادي اللي ولعت في الأعادي".
ويؤكد عز - على صفحته على فيس بوك - أن أي ثورة ناجحة لا يجب أن تكون سلمية، وعبر عن ذلك بقوله "دافعت عن سلمية الثورة كثيرا ولم أفوت موقعة ثورية واحدة، والآن أدركت كم كنت ساذجا" ما من ثورة إلا وحسمت بالقوة".
كما انتقد منهج التحالف الوطني لدعم الشرعية والإخوان، وأعلن كفره بالديمقراطية قائلا: "لا حل إلا بصندوق الذخيرة.. احنا آسفين يا بن لادن".
اركن انت
وشهدت موقع التواصل الاجتماعي نقاشات حادة بين شباب الإخوان حول الأفكار الداعية لانتهاج العنف لإسقاط
الإنقلاب.
وأصدر علي خفاجي، أمين شباب حزب الحرية والعدالة بالجيزة وأحد الكودادر الشبابية بالإخوان المسلمين، بياناً أعلن فيه تبرؤ الجماعة من المغير وعز بسبب دعواتهما لاستهداف عناصر الجيش.
وقال خفاجي في بيانه: "أستنكر أي دعوات تبرر انتهاك حياة الأفراد وأعتبرها مخالفة للشرع وعامل هدم لأي محاولة مستقبلية لبناء دولة القانون، إننا ملتزمون بالسلمية المبدعة ولا يمكن أن نعتدي على مصري أيا كان، وهذا التأكيد ليس من باب دفع شبهة أو اتهام، ولكنها حقيقة يؤمن بها شباب الإخوان رغم كل ما يلاقونه في الشوارع والسجون ومقرات الظلم".
وأضاف: "من يدعي نسبه للإخوان، ويحرض على العنف أو يرحب به، فهو بذلك يخالف المنهج السلمي الراسخ للجماعة، ولا علاقة لنا به من الأساس، ولن نقبل باستخدامه ضدنا من قبيل المزيدات فسلمينا أقوى من رصاص الانقلاب وظلمه".
وتابع: "الانقلاب سيذهب لا محالة وتبقي الثورة التي ستسقطه باقية على العهد من الانتقام بالعدالة الثائرة الناجزة لكل من ظُلم أو اُنتهكت حقوقه وفق دولة تؤسس على القانون والعدالة ولن يفلت وقتها مجرم من عقابه على ما فعله".
فيما شن المغير هجوما ضاريا على خفاجي قائلا: "أنت فاسد وضال ومضلل، نحن لن ندافع عن باطل مرة أخرى أيا كان مصدره". وأردف: "خلاص خليك في نهجك وركز فيه وملكش دعوة بينا إلا لو عاوز تنقد نقد موضوعي زي ما بعمل لنهجك الفاسد".
وتهكم عز على نهج الإخوان الحالي في مقاومة الانقلاب قائلا: "زمان كانت سلمية ودلوقتي بقت شرسة وبكرة هتكون إيه، السلمية الفظيعة، المقاومة هي الحل". وتابع: "ما هو الناس اللي ماتت والبنات اللي اغتصبت وانتهكت أعراضهم بدون حاجة.. يبقي مش هنموت ببلاش تاني، اركن انت يا خفاجي".
كافرون بالسلمية
وأبرزت وسائل الإعلام المصرية تصريحات المغير وعز كدليل على أن الإخوان إرهابيون، وأنهم هم من يقوم بالهجوم على الجيش والشرطة.
وقال مصدر في التحالف الوطني لدعم الشرعية لـ"عربي 21" إن مثل هذه التصريحات تؤثر سلبا على جهود التحالف في مناهضة الانقلاب.
وأوضح المصدر - الذي رفض ذكر اسمه - أن الإعلام يلتقط مثل تلك التصريحات ويستخدمها لشيطنة الحراك الشعبي وتصوير الثوار كأنهم إرهابيون، كما أن تلك التصريحات تطيح بمجهوداتنا في التأكيد على سلمية الثورة، وتعطي المبرر أمام الرأي العام لمزيد من القمع لمعارضي الإنقلاب.
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة قد اتهم بعد دقائق من وقوع حادث مسطرد الذي أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عنه؛ قد اتهم الإخوان المسلمين بارتكابه، لكن عمرو دراج القيادي بالجماعة استنكر اتهام الإخوان دون دليل أو تحقيق، كما نفى التحالف الوطني لدعم الشرعية - في بيان له- أي علاقة له بالهجوم، وشكك في إمكانية أنه "مدبر" لتبرير حملة القمع المستمرة منذ ثمانية أشهر.
واعترف المصدر في تحالف
دعم الشرعية أن دعوات المغير وعز تلقى هوى عند عدد كبير من الشباب الرافضين للانقلاب كفروا بالسلمية وامتنعوا عن المشاركة في المسيرات والفعاليات الاحتجاجية بعدما رأوا إخوانهم وأصدقاءهم يُقتلون أمام أعينهم، وهو ما يوفر من بيئة خصبة للعنف والتطرف. وهذا ما حذرنا منه الانقلابيين كثيرا لكنهم بغبائهم يدفعون البلاد نحو الفوضى.
وأكد أن نشطاء كثيرون أعلنوا بالفعل ترحيبهم بهذه الدعوة، وقال مئات الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي إن حمل السلاح هو الحال الوحيد لإسقاط الانقلاب.