زعم عضو في المجلس الثوري لحركة
فتح، أن الرئيس الفلسطيني محمود
عباس شن هجوما على المشير عبد الفتاح
السيسي، وزير الدفاع
المصري واصفا إياه بـ"دكتاتور مصر الجديد في عصر ثورات الديموقراطية".
وقال عباس بحسب المسؤول الفتحاوي: "إن الأمريكان لن يسمحوا للسيسي بحكم مصر كما يحلو له أو يتصور".
وورد الكلام بحسب المصدر، خلال اجتماع عقده الرئيس عباس مع بعض أنصاره على هامش اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح، الذي اختتم بمدينة رام الله في الضفة الغربية.
وجاءت تسريبات عضو المجلس الثوري لحركة فتح، في سياق تقرير نشره موقع "ان لايت برس" الذي تتهمه دوائر حركة فتح بأنه تابع لمستشار الرئيس الراحل عرفات الاقتصادي محمد رشيد، الذي يُعرف أيضا بخالد سلام.
وقال عضو المجلس الثوري: "إن عباس كان في حالة عصبية شديدة، وأعاد علينا
الاتهامات التي وجهها خلال كلمته في الاجتماع العام للمرحوم عمر سليمان، بأنه سرق أموالا من الشعب الفلسطيني في صفقة "أوراسكوم"، من خلال التآمر مع بعض الشخصيات الفلسطينية، وأصحاب شركة أوراسكوم (عائلة سويرس).
وأضاف عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن "الرئيس عباس قال لنا بأنه لم يسع أبدا إلى لقاء السيسي، وأن الأخير هو الذي طلب الاجتماع"، "مؤكدا بأن السيسي طلب إليه مباشرة خلال الاجتماع التوسط لدى الإدارة الأمريكية لتخفيف الضغوط التي يمارسونها عليه". لكن عباس، بحسب المصدر،"لم يفاتح الإدارة الأمريكية بطلب السيسي، لأنه يعلم جيدا بأنها لن تسمح له بحكم مصر، كما يظن، لأنها ليست بحاجة إلى "عبدالناصر صغير" في مصر".
وزاد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن عباس "غاضب من الإدارة المصرية الحالية لامتناعها عن دعمه في المسار التفاوضي مع إسرائيل". وأكد أنه "مقتنع بأن القاهرة وبعض دول الخليج العربي باعوا
القدس في سبيل الحفاظ على عروشهم وحكمهم، من خلال التآمر مع إسرائيل، لكنهم سيدفعون ثمنا باهظا لذلك".
من جهتها، بادرت حركة فتح إلى
نفي الكلام المنسوب للرئيس، وتعاملت مع ما ورد في الموقع المشار إليه بوصفه حملة أكاذيب من طرف محمد رشيد (خالد سلام)، وليس تسريبا لشخص مجهول من أعضاء المجلس الثوري.
وقال المتحدث باسم الحركة أحمد عساف لوكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية المقربة من السلطة: "إنه ليس غريبا على شخص مثل محمد رشيد (خالد سلام)، أن يزّور أقوال الرئيس محمود عباس، فهو بذلك يستكمل دوره الخياني التآمري، الذي من أبسط أشكاله سرقة مئات الملايين من أموال الشعب الفلسطيني، واستخدامها في بناء شبكة إقليمية مشبوهة، ترتبط مباشرة بشخصيات أمنية وسياسية ورجال أعمال إسرائيليين".
وتساءل عساف، بحسب "معا" عن"الهدف في هذا التوقيت بالذات، من دق إسفين في العلاقات التاريخية المتينة بين الشعبين الفلسطيني والمصري، وبين القيادتين الفلسطينية والمصرية، وبالتحديد مع نائب رئيس الوزراء الأول، وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي الذي يكنّ له الرئيس والقيادة الفلسطينية وحركة فتح والشعب الفلسطيني كل احترام وتقدير".
وأضاف عساف قائلا "نتحدى خالد سلام أن يذكر اسم مصدره من بين 110 من الإخوة أعضاء المجلس الثوري الذين حضروا جلسة الافتتاح، إضافة إلى رئيس الوزراء و5 من مستشاري الرئيس و10 من قيادة شبيبة فتح"، مشددا أن الجلسة موثقة بالصوت والصورة.
مع العلم أن تسجيل اللقاء الذي أشار إليه عضو المجلس الثوري في حديثه لموقع "ان لايت برس" لم يُنشر في أي موقع كان، لكن النص الذي وزعته الحركة لكلام عباس تضمن إشارة إلى لقاء دحلان مع السيسي، وقول الأول إن السيسي "في جيبه"، كما تضمن تبجيلا للسيسي من قبل عباس.
لكن اللقاء الذي أشار إليه عضو المجلس الثوري، صاحب التسريب يبدو لقاء آخر مع مجموعة صغيرة، وليس اللقاء العام الذي سربت حيثياته، وتنشره "عربي21" على موقعها الإلكتروني، وهذا رابطه على الموقع.
اضغط هنا
جدير بالذكر أن دوائر محمود عباس تعتبر أن محمد دحلان ومحمد رشيد (خالد سلام) يعملان ضمن معسكر واحد مناهض لعباس.