كشف تقرير لجامعة الدول العربية عن أن
المنطقة العربية تشهد ارتفاعا بمعدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (
الإيدز) في وقت تتراجع فيه هذه النسب عالميا، وهو ما جعل المنطقة موطنا لواحد من أسرع الأوبئة نموا فى العالم.
ويناقش وزراء
الصحة العرب، الأربعاء، هذا التقرير، الذي حصلت وكالة الاناضول على نسخة منه، ضمن فاعليات الدورة الـ 41 العادية لمجلس وزراء الصحة العرب في مقر الجامعة بالقاهرة.
وكان التقرير قد أفاد أن هناك دولتين عربيتين تشهدان معدلات مرتفعة للمرض، هما جيبوتي والصومال، حيث تقدر نسب انتشار الفيروس فيهما، مع نهاية 2012 بـ 1.2%، و 0.5% على التوالي. وعادة ما ينتشر الفيروس نتيجة نقل الدماء أو الممارسات الجنسية غير الآمنة، حيث ترتفع معدلات الإصابة به بين المثليين جنسيا (الشواذ) والنساء العاملات في الدعارة (الجنس التجاري) ومتعاطي المخدرات بالحقن.
وذكر التقرير أن معدلات الفيروس ترتفع فى بعض الدول العربية جراء تزايد معدلات تعاطي المخدرات بالحقن، وفى البعض الآخر نتيجة الإتيان بسلوكيات جنسية عالية الخطورة.
كما أوضح التقرير أن التفاوت فى معدلات انتشار الفيروس عربيا من دولة لآخري، يأتي نتيجة لاختلاف المواقف والسياسات المتبعة فى هذه الدول لمكافحة الفيروس.
ولفت إلى أن تغطية علاج الإصابة من الفيروس لاتزال منخفضة فى منطقة الشرق الأوسط، رغم أنه "تضاعف فى السنوات الأخيرة أعداد الأشخاص الذين يحصلون علي العلاج، حيث زاد من 9700 إلي 18000 شخص (عدد المصابين بفيروس 'إتش.آي.في' في الدول العربية بحسب تقديرات أممية يتجاوز الربع مليون، بينما تذكر تقديرات أخرى أنه أكثر من ستمائة ألف)".
وشدد التقرير على أن "عدم المساواة بين الجنسين" فى الوصول إلي الخدمات الخاصة بالفيروس تمثل تحديا كبيرا للاستجابات الوطنية للفيروس وأن هناك 10 دول تفيد بوجود قوانين واجراءات أو سياسات معوقة تمثل عقبات فى سبيل تقديم الخدمات الوقائية والعلاج والرعاية، وتقوم 14 دولة بترحيل المهاجرين الحاملين للفيروس أو منع دخولهم البلاد.
ومن المقرر أن يناقش الاجتماع كذلك الاستراتيجية العربية لمكافحة الإيدز وصحة الأمهات، إضافة إلى بحث سبل التحضير للاجتماع الأول لوزراء الصحة بالدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
وتهدف الاستراتيجية العربية لمكافحة الإيدز الي خفض معدل الإصابة بالفيروس عن طريق الجنس بأكثر من 50% بحلول عام 2020، وخفض الإصابة بين متعاطي المخدرات بالحقن بـ 50% بحلول 2020، والقضاء على الإصابات بين الأطفال، وخفض نسبة وفيات الأمهات بالإيدز بمعدل كبير، وكذلك خفض معدل الوفيات بين المتعايشين مع الفيروس بأكثر من 50% بحلول عام 2020.
وتوقع التقرير أن يصل عدد السكان الوطن العربي إلي 598 مليون نسمة فى عام 2050، بزيادة بنسبة الثلثين عنه في عام 2010 . وأضاف أن الدول العربية استقبلت ما يزيد عن 10% من مهاجري العالم، كما يوجد الآن 14 مليون مهاجر فى المنطقة.
وذكر التقرير أن الدول العربية حققت تقدما فى عدة جبهات تنموية خلال الأربعين سنة الماضية، لكن لم يتم ترجمة ثرواتها إلي مكاسب تنموية.
وخلال السنوات الماضية، وجهت منظمات دولية وإقليمية تعمل على الحد من انتشار الفيروس انتقادات للتعاطي الحكومي في الدول العربية مع وباء الإيدز، إذ يقول المنتقدون إن الحكومات لم تعتبره خطرا حقيقيا، متذرعة بأن التقاليد الاجتماعية المحافظة في المجتمعات العربية كفيلة بإبقاء مستويات الإيدز منخفضة، كما أن جهود الوصول إلى المتعايشين مع الفيروس وتقديم خدمات العلاج والرعاية لهم ما زالت في مستويات متدنية في عدد من الدول العربية.
ويبلغ عدد المصابين بفيروس "إتش.آي.في" على مستوى العالم أكثر من 35 مليونا، نصفهم من النساء وعشرهم من الأطفال. وسجل عام 2012 إصابات جديدة بالفيروس بلغت 2.3 مليون، بينما أدى الفيروس في العام نفسه لوفاة 1.6 مليون إنسان.