اندلعت مواجهات، الأحد، في سيباستوبول بالقرم بين أنصار موسكو ومؤيدي كييف إثر تجمع لمؤيدي البقاء في أوكرانيا في الذكرى المئوية الثانية لولادة الشاعر الأوكراني تاراس شفتشنكو.
وهاجم نحو مئة شخص يحملون الهراوات قوات الأمن التي كانت تحمي تجمعا في ذكرى ولادة شفتشنكو شارك فيه نحو مئتي شخص في تحرك نادر في شبه الجزيرة الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية منذ نهاية شباط/ فبراير.
وفي تجمع بالمناسبة نفسها في كييف، أكد رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أن بلاده لن تتنازل "عن شبر واحد من أراضيها" لروسيا.
وقال "إنها أرضنا، لن نتنازل عن شبر واحد منها. فلتعلم
روسيا ورئيسها هذا الأمر".
وما زال التوتر كبيرا في شبه الجزيرة حيث يتحدى البرلمان المحلي سلطة كييف، وكذلك في دونيتسك حيث من المقرر تنظيم تظاهرتين واحدة للموالين لروسيا وأخرى لأنصار السلطات الأوكرانية الجديدة.
وتظاهر آلاف من أنصار التقارب مع روسيا في الأيام الأخيرة في شرق أوكرانيا وخصوصا في دونيتسك وخاركيف.
في المقابل تظاهر بضع مئات من أنصار سيادة أوكرانيا، السبت، في سيمفروبول في حدث نادر في قلب المنطقة الانفصالية التي ستنظم في 16 آذار/ مارس استفتاء حول الحاقها بروسيا.
وبعد فشلهم مرتين الخميس والجمعة، حاول المراقبون الدوليون الـ 54 الذين ارسلتهم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمرة الثالثة، السبت، من دون جدوى دخول شبه جزيرة القرم التي اصبحت منذ شباط/ فبراير تحت سيطرة القوات الروسية.
واضطر موكب المراقبين المدنيين والعسكريين غير المسلحين للعودة أدراجه عند اقترابه من معبر ارميانسك أحد محورين للطرق يسمحان بدخول القرم.
وقد وجه مسلحون ببزات مرقطة أسلحتهم إلى الموكب ثم أطلقوا النار في الهواء ثلاث مرات.
وتهدف هذه البعثة التي جاء أعضاؤها من 29 بلدا إلى خفض التوتر.
دبلوماسيا، لم يتمكن الغربيون والروس من التوصل إلى مخرج لأسوأ
أزمة في العلاقات بين الجانبين منذ 1991، على الرغم من المشاورات المكثفة.
وحذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية السبت من أن استمرار تصعيد الوضع في أوكرانيا "يغلق الباب أمام الدبلوماسية"، داعيا موسكو إلى ممارسة "أعلى درجات ضبط النفس"، كما أعلنت واشنطن.
وأوضح مسؤول في الخارجية الأميركية أن كيري قال للافروف أن "استمرار التصعيد العسكري والاستفزاز في القرم أو في سواها من المناطق الأوكرانية وكذلك أيضا الاجراءات الروسية الرامية إلى ضم القرم، من شأنها أن تغلق الباب أمام الدبلوماسية".
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت هذا الاتصال، موضحة أنه تم بمبادرة من كيري واتفق خلاله المسؤولان "على متابعة اتصالاتهما المكثفة لإفساح المجال أمام التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية".
من جهته، عبر الرئيس الاميركي باراك أوباما والقادة الأوروبيون الذين تباحث معهم هاتفيا صباح السبت، حول الوضع في أوكرانيا، مجددا عن "قلقهم الشديد ازاء الانتهاك الواضح للقانون الدولي من قبل روسيا".
وقال البيت الأبيض إن القادة جددوا تأكيد "دعمهم لسيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية".
واتصل أوباما الذي يمضي نهاية الأسبوع في كي لارغو بولاية فلوريدا برئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وإيطاليا ماتيو رينزي وكذلك بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
كما عقد مؤتمرات عبر الهاتف مع رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكايتي ونظيريها اللاتفي اندرس برزينس والاستوني توماس هندريك ايلفس.
وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية بعد الاتصال بين أوباما وهولاند أن فرنسا والولايات المتحدة تنويان "في حال عدم تحقيق تقدم" نحو ايجاد تسوية في أوكرانيا، اتخاذ "اجراءات جديدة" تستهدف روسيا.
وقالت إن رئيسي الدولتين شددا على "ضرورة قيام روسيا بسحب قواتها التي أرسلتها إلى القرم منذ نهاية شباط/ فبراير الماضي، وعلى ضرورة القيام بكل ما هو ممكن لنشر مراقبين دوليين" في أوكرانيا.
وأعلنا أنه "في حال لم يتم تحقيق تقدم في هذا الاتجاه، فان إجراءات جديدة ستتخذ وستؤثر بشكل كبير على العلاقات بين المجتمع الدولي وروسيا، الأمر الذي لن يكون في مصلحة أحد".
أما موسكو، فقد أعلنت أنها تعتزم تعليق عمليات التفتيش الأجنبية لترسانتها من الأسلحة الاستراتيجية ردا على "التهديدات" الأميركية ومن حلف شمال الأطلسي بشأن الأزمة في أوكرانيا.
وتتم عمليات التفتيش في إطار معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية المبرمة مع الولايات المتحدة ووثيقة فيينا بين الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي مؤشر على أن القوات الروسية لا تنوي الانسحاب من القرم، دخلت حوالى ستين شاحنة عسكرية إلى أوكرانيا برا وبحرا، كما قال حرس الحدود الأوكراني.
وقال المسؤول الكبير في حرس الحدود ميكولا كوفيل إن ثلاثين ألف جندي أصبحوا موجودين في القرم أي أكثر بخمسة آلاف مما يسمح به الاتفاق بين موسكو وكييف.
وكان حرس الحدود تحدث عن توغل للقوات الروسية مساء السبت، في موقع عسكري يستخدم لمراقبة حركة الملاحة البحرية.وقبل ذلك، أكد لافروف السبت، أن روسيا مستعدة لبدء حوار "نزيه وعلى قدم المساواة" مع الدول الأجنبية حول الأزمة في أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحافي متلفز في موسكو مع نظيره الطاجيكي "إننا منفتحون لحوار نزيه وموضوعي على قدم المساواة مع شركائنا الأجانب لايجاد طريقة لمساعدة أوكرانيا على الخروج من الأزمة" في اشارة واضحة إلى الغرب.
والتقى نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين في موسكو سفير أوكرانيا في روسيا فولوديمير ايلتشينكو.
وفي مؤشر إلى تدهور الوضع، استهدف ناشطون موالون للروس صحافيين أوكرانيين وأجانب متهمين بالولاء للقوى الكبرى، وقاموا بضربهم وأحيانا مصادرة معداتهم.