تفاجأ كثيرون بعدما عرض التلفزيون السوري ما قال إنها مواد ضبطت مع نشطاء إلقي القبض عليهم، حيث ظهر بين تلك المواد قصاصات كتبت عليها بنود من
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وبينما اشهر برنامج "
العين الساهرة" عادة بعرض لصوص او متهمين بجرائم قتل وما شابهها من جرائم، عرض البرنامج يوم الأربعاء ما قال إنها اعترافات لمعتقلين بالتظاهر أو التصوير. وعرض "الأدلة" التي تم ضبطها، وتمثلت في كاميرات تصوير وفلاشات (يو اس بي) أجهزة كمبيوتر، وبعض الشعارات المكتوبة وهي عبارة عن مقتطفات من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما تضمنت "المضبوطات" كتابا نصائح للحراك السلمي (مثل الصبغ بالدهان، وإطلاق البالونات، وفقاً لما استعرضه المُحقق) في البرنامج.
وفي المقابلات التي عرضها التلفزيون، ذكر المعتقلون في فرع الأمن الجنائي في دمشق بأنّهم شاركوا في مظاهرات، أو شاركوا في تنظيمها أو تصويرها، أو الحديث عنها مع القنوات الإعلامية، بالإضافة إلى قولهم بأنّهم استلموا مبالغ مالية مقابل ذلك.
من جهتها، علقت اللجنة
السورية لحقوق الإنسان بأن "عرض المتهمين بتهمة القيام بأنشطة سلمية، والترويج لمفاهيم
حقوق الإنسان، يُظهر وبصورة جليّة طبيعة النظام القمعي الذي يواجهه السوريون، وطبيعة العقلية الأمنية التي تحكمه"، مشيرة إلى أن النظام السوري يعتبر "مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جريمة يُفترض أن تُبرّر اعتقال الأشخاص وقتلهم، وتعتبر الأدوات السلمية للاحتجاج أدلّة جرمية يمكن التباهي بإلقاء القبض على مستعمليها، على فرض صحة اعترافات المتهمين".
واعتبرت اللجنة أن ما عرضه التلفزيون السوري "يُظهر، ضمن عشرات التقارير الأخرى، ما يتعرّض له الإعلاميون، والإعلاميون المواطنون بشكل خاص، من استهداف مباشر في سورية، نتيجة لتعامل السلطات مع الكلمة والصورة باعتبارها أدوات جرمية، واعتبار من يستعملها وينقلها وينشرها مجرماً يستحق القتل والاعتقال والتعذيب".
وشددت اللجنة على أن "الاعترافات التي يُدلي بها المختطفون أمام عدسات الكاميرات لا قيمة لها، نتيجة لاختطافهم أصلاً بطريقة غير قانونية، والاحتمال شبه الأكيد بتعرّضهم للتهديد والتعذيب، بما يجعلهم مستعدين للإدلاء بأي اعترافات، وتؤكّد أن أي اعترافات يُقدّمها هؤلاء المختطفون هي أدلّة إدانة للنظام ووسائل إعلامه، وليست للضحايا".
كما ذكّرت اللجنة بـ"الانتهاكات الكبيرة التي يُمارسها الإعلام السوري، والإعلام الموالي له في لبنان وغيرها من الدول، ومشاركته الممنهجة في الجرائم والانتهاكات التي تُمارس على السوريين".