بعد سلسلة
تفجيرات بسيارت مفخخة استهدفت عدة مناطق في
لبنان خلال الأشهر الماضية، وبعد تبني جبهة
النصرة فرع لبنان وكتائب عبد الله عزام القريبة من القاعدة تلك العمليات، يتساءل الكثيرون عن دور العلماء ورجال الدين في وقف الشحن الطائفي ومنع انجرار البلاد نحو حرب أهلية جديدة، وما الوسائل لوقف مسلسل التفجيرات المتنقلة؟
"عربي 21" توجهت بتلك الأسئلة وغيرها للرئيس الدوري لهيئة العلماء المسلمين والتى تضم أكثر من 500 عالم من علماء اهل السنة والجماعة في لبنان.
الشيخ عدنان أمامة الرئيس الدوري للهيئة قال "إن كافة التفجيرات مستنكرة ومدانة ولا يمكن القبول بها مطلقا لأنها تؤدي إلى فتنة لا يكون فيها رابح أبدا"، واضاف أن هيئة العلماء "ضد استجرار الفتنة والحرب السورية إلى لبنان تحت اي ذريعة كانت لأن النتائج المترتبة أكبر بكثير مما قد يعتقده البعض".
واستدرك قائلا : " هل نحن فقط ضد الإرهاب عندما يطال فئة معينة من الناس ولكن عندما يكون هذا الإرهاب في
سوريا وقتل النساء والأطفال يكون اسمه مقاومة نحن نرفض الموقف المزدوج والمتناقض".
وعن الخطوات التى تقوم بها الهيئة لوقف الشحن الطائفي في لبنان، قال الشيخ أمامة إن الهيئة قامت وما زالت تقوم بخطوات لتحصين البلد من الفتنة، و"منها خطب العلماء على المنابر الموجهة لكافة الجماهير لضرورة عدم الانجرار وراء الثأر والانتقام لما قد يؤدي لعواقب كارثية على البلد"، وكذلك " زيارة المسؤولين السياسيين والأمنيين والدينيين من جميع الطوائف كي يكون العدل هو الأساس في هذا البلد".
وأضاف أن "الهيئة ستقوم بداية الاسبوع المقبل بسلسلة من الزيارات لعدد من المسؤولين ورجال الدين من كافة الطوائف لإقامة مؤتمر جامع لتوحيد الرؤية على قاعدة أن العدل هو الذي يثبت الامن والاستقرار ولا بد من اعتراف الجميع أن هناك الكيل بمكيالين في التعامل مع ابناء الوطن الواحد".
الشيخ أمامة أكد لـ "عربي21" أن ما يحدث في لبنان هو "ردة فعل على تدخل حزب الله في سوريا فهو المدان الأول واذا انسحب من هناك فموجة التفجيرات التى تضرب لبنان ستقف لأنه لم يعد لها اي مبرر".
وأضاف "من جملة الأمور التى تم إقرارها إقامة سلسلة مؤتمرات صحفية في أكثر من منطقة وتوزيع كتيبات عن التجاوزات التى قامت بها الأجهزة الأمنية بحق الشباب لأنه ربما لا يعلم المسؤولون الكبار عن التجاوزات التى تقوم بها الأجهزة الأمنية ولدينا كتيب يتضمن أسماء أشخاص تم التعرض لهم وهم أبرياء ومنهم خرج ومنهم لم يخرج بعد من السجن".
وفيما يتعلق بقضية الشيخ عمر الأطرش الموقوف بتهمة إدخال سيارات مفخخة إلى لبنان، قال رئيس هيئة العلماء المسلمين: "هناك جملة من الافتراءات والتهم الباطلة التى عودتنا علينا الأجهزة الأمنية والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، والشيخ الأطرش لا يمكنه الانفراد بمحاميه ولا بذويه وفي آخر حديث له مع محاميه نفى كل التهم الموجهة له وكل ما قيل على لسانه كان تحت التعذيب".