تباهى وزير الشؤون الاستخبارية والعلاقات الدولية "
الإسرائيلي" يوفال شطاينتس بدوره في إقناع لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ الأمريكي بربط
المساعدات السنوية الأمريكية للسلطة
الفلسطينية بوقف "التحريض" على "إسرائيل".
ففي تصريحات لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية، أوضح شطاينتس أن القانون ستتم المصادقة عليه من قبل مجلسي
الكونغرس في أسرع وقت ممكن، منوهاً إلى أنه يحظى بدعم الديموقراطيين والجمهوريين، مشدداً على أن التزام الإدارة الأمريكية مؤكد.
وأضاف شطينتس أن طاقماً من وزارته برئاسة مدير عام الوزارة الجنرال المتقاعد يوسي كابروفيسر أعد دراسة شاملة عن التحريض في وسائل التعليم ومناهج التدريس ودور العبادة الفلسطينية، حيث تم تقديم نتائج الدراسة لقادة الكونغرس الأمريكي "الذين أبدوا تأثراً كبيراً بالنتائج"، على حد تعبيره.
ويذكر أن شطاينتس نفسه قد رثى الحاخام عفوديا يوسيف، الزعيم الروحي لحركة شاس بعد وفاته، واصفاً إياه بـ "معلم العصر"، على الرغم مما ينسب إليه من تحريض عنصري على العرب، حيث وصفهم بـ "الصراصير والحيوانات"، ناهيك عن سبه للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم.
من ناحيته اعتبر أنطوان شلحت، كبير الباحثين في "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية" (مدار) أن "إسرائيل" مارست ضغوطاً على الكونغرس لإصدار القانون لكي يتسنى لها تعديل اتفاق "الإطار"، الذي أعده كيري بما يتناسب مع التحفظات التي وضعتها.
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، أوضح شلحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول من خلال هذه الخطوة ممارسة الضغوط على
السلطة الفلسطينية لتوافق على إبداء المزيد من التنازلات، مشيراً إلى أن نتنياهو يعي أنه ليس لديه تفويض للتوقيع على اتفاق "الإطار"، الذي أعده كيري.
ولفت شلحت الأنظار إلى الرسالة التي بعث بها 21 نائب وزير ونائب في البرلمان والتي تطالب نتنياهو بعدم وقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، متسائلاً: " إن كان نتنياهو لا يحظى بالتأييد من قبل ائتلافه الحاكم للإقدام على خطوة رمزية، مثل تجميد الاستيطان، فكيف سيكون بإمكانه التوقيع على اتفاق شامل مع السلطة الفلسطينية".
ونوه إلى أن "إسرائيل" معنية برفع كلفة الثمن الذي يتوجب على السلطة الفلسطينية دفعه مقابل اتفاق "الإطار"، منوهاً إلى أنه من غير المستبعد أن تطالب الولايات المتحدة السلطة بتغيير مناهج التدريس في السلطة الفلسيطنية لكي تتفق مع الرواية الإسرائيلية للصراع.
وأوضح شلحت أن السلوك الأمريكي يدلل على أن واشنطن تمارس الضغوطات على الطرف الأضعف، في حين أن "لا تتعرض لأي ضغوط، مشيراً إلى أن الخطوة الأمريكية ستحرج السلطة الفلسطينية أمام رأيها العام والقوى السياسية الفلسطينية، مما يعني إلحاق مزيد من الضعف بموقف السلطة التفاوضي.
وأشار إلى أن "إسرائيل" تحاول من خلال هذا التحرك فحص مدى قدرتها على التأثير على ملفات أخرى، مثل الموقف الأمريكي من المشروع النووي الإيراني، حيث أن النخبة "الإسرائيلية أوضحت عدم رضاها عن تعاطي الإدارة الأمريكي مع الملف الإيراني حتى الآن.