ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، الأربعاء، أن البنك المركزي الإسرائيلي أصدر
قطعة نقدية معدنية جديدة تحمل صورة
نهر الأردن وسماها "قطعة الذاكرة"، وقالت الصحيفة إن تسمية القطعة النقدية الجديدة بهذا الاسم يعود "لمكانة نهر الأردن، حيث يعد تاريخيا ودينيا من أهم الأنهار، وذكر في الكتاب المقدس عدة مرات كمكان للمعجزات".
أستاذ التفسير وأصول الدين في الجامعة الأردنية وصاحب دراسة الطريق إلى فلسطين، الدكتور أحمد نوفل، اعتبر أن "الخطوة تأتي في سياق الأطماع الصهيونية القديمة بالأردن".
وقال في حديثه لـ"عربي 21" إن "إسرائيل" تستفز الأردن، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعد خرقا لاتفاقية
وادي عربة التي اعتبر فيها الطرفان الأردني والإسرائيلي الحدود الدولية بما فيها المياه الإقليمية والمجال الجوي حدودا لا يجوز اختراقها، بحسب الاتفاقية.
ولفت نوفل إلى أن جرأة "إسرائيل" سببها "الضعف الذي تعاني منه الأقطار العربية، وانشغال كل قطر بشأنه الداخلي".
من زاوية أخرى قال الكاتب الاقتصادي الأردني، حسام عايش، إن "الدول جميعا من شأنها تخليد شيء من أهدافها أو إنجازاتها أو تاريخها على عملاتها الورقية والمعدنية، وإن هذه الخطوة تأتي إشارة من إسرائيل إلى اعتبارها نهر الأردن حدا من حدودها، في رسالة تحدٍ استفزازية واضحة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي 21" إن "إسرائيل" تعتبر الأرض من الفرات إلى النيل ملكا لها، و"تكرس هذا في عقول الإسرئيليين على الدوام"، وتابع:"المشكلة بأن إسرائيل هوّدت، استوطنت، وتمادت بوقاحة بسبب المواقف الخجولة للحكومات العربية المتعاقبة".
وطالب عايش الأردن والسلطة الفلسطينية إعلان رفضهما لهذه الخطوة والاستفسار عن الهدف من صك القطعة النقدية.
وقال الرئيس السابق للجنة مقاومة
التطبيع في الأردن، بادي رفايعة، إن "هؤلاء -الإسرائيلين- لا يؤمنون بمعاهدات ولا مواثيق، بل يؤمنون بخرافاتهم، ويتعللون بالاتفاقيات والمفاوضات من أجل استغلال الوقت والتوسع الاستيطاني".
من جانبه قال رئيس اللجنة المركزية للقدس وفلسطين في حزب جبهة العمل الإسلامي، حكمت الرواشدة، لـ "عربي 21" إن "الأردن اعتبرت حدودها وأراضيها مؤمنة بعد اتفاقية وادي عربة، بينما اعتبر نتنياهو الانجليز مخطئين عندما حصروا وعدهم لـ(شعب إسرائيل) بالضفة الغربية لنهر الأردن" وأضاف: "هذا الفعل تأكيد للمطالب والأطماع الصهيونية في النهر وضفته الشرقية"
ولم يتسنَّ الحصول على تصريح من الجهات الرسمية الأردنية في هذا الشأن.
وتأتي هذه الخطوة من الجانب الإسرائيلي بالتزامن مع اقتراح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خطة (الإطار) التي تضع الحدود الأردنية الفلسطينية تحت الحماية الأمريكية، وتنص على الاعتراف بـ"إسرائيل" وطنا قوميا لليهود.