دعا حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبي والمرشح "المحتمل" لانتخابات
الرئاسة المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع إلى مناظرة علنية بينهما، ضمن منافستهما فى الانتخابات الرئاسية المزمعة. ووصف
صباحي تلك المنافسة بأنها "منافسة بين الحسن والأحسن".
وقال: "أرجو أن أكون أنا الحسن، وأدعو لكل مصرى وللمشير السيسى بأن يكون هو الأحسن".
وانتقد صباحى مشهد السيدة التى وضعت طفلتها، وهى رهن الاحتجاز، واستمرار احتجاز شباب الثورة، دون أن يتطرق إلى بقية المحتجزين. وقال: "لن أسمح بتحوّل معركتى الانتخابية إلى صدام بين القوى الثورية، والجيش".
جاء ذلك خلال لقاء صباحي في "صالون التحرير" مع الإعلامى عبد الله السناوي، مساء السبت على فضائية "التحرير"، متحدثا عن ترشحه للرئاسة، وموقفه من ترشح
السيسي، وأجواء المنافسة بينهما، ورؤيته للمعركة الانتخابية.
واعتبر صباحى زيارة السيسي لروسيا "ناجحة جدا". وتعليقا على تصريحات بوتين التي أعلن فيها تأييده لترشح السيسي لرئاسة
مصر، قال صباحي: "أثق بأن الشعب وحده صاحب قرار اختيار رئيسه، وهذه التصريحات نوع من المجاملات التى كنت أفضل أن لا يُعلن عنها".
ميثاق شرف
ونفى صباحي -فيما نقلته صحيفة التحرير الأحد- أن يكون صدر عنه في أي يوم من الأيام أنه لن يترشح لو ترشح المشير السيسي للرئاسة. وقال: "طرحت رؤية عن الشراكة، وسأظل أطرحها، وأطالب بالتزام حقيقى بأهداف الثورة، وببلد ديمقراطي تلعب فيه الأجيال الجديدة دورها".
وأضاف: "حملتى الرسمية لم تتشكل حتى الآن، وحين سأعلن ترشحى رسميا سيرافق الإعلان ميثاق شرف لهذه الحملة الانتخابية، أعلن فيه التزامي بما أعتقد أنه ميثاق شرف ملزم، يؤسس لضمانة أخلاقية ووطنية المعركة، وأن لا تنحرف لصراع، وأن لا تكون لاستنزاف القوى خارج حدود الخلاف المطلوب، فأنا مؤمن بمقولة الزعيم جمال عبد الناصر بأن القتال شرف والاقتتال جريمة".
وتابع: "فكرتى فى ميثاق الشرف أن أدعو إلى تشكيل لجنة قيم تضم أعضاء عن كل مرشح، أنا شخصيًّا لدى انطباع عن السيسي بأنه رجل وطني، وأتمنى له كل خير، فقد لعب دورًا أوصله إلى مكان تاريخي، وأفضل طريقة للحفاظ عليه أن يبقى فى مكانه، أما وإن قرر، بضغوط من حوله، فأنا حريص على أن تكون المعركة الرئاسية مباراة جادة بمعنى الكلمة، وأرى أن نتائجها ليست محسومة كما يظن كثير من المحللين".
الجيش.. والدعم
وتابع صباحي: "من الضروري الإشارة إلى أن جزءا من معانى المعركة المهمة أنني حريص على هتاف الجيش والشعب إيد واحدة، الذى أسقطنا به مبارك ومرسي، ونريد أن ننتصر به فى بناء الدولة، ولن أسمح بأن تتحول المعركة إلى فصام بين القوى الثورية والجيش".
وقال: "هذا الوطن لن يقوم إلا على شراكة حقيقية تجمع القوة الشعبية التى آمنت بالثورة، وشاركت فى الثورة بموجتيها، وكل من شارك فيها أيّا كان مصدره الفكري يبنغي أن يكون فى برنامج شراكة وطنية حقيقية ما بين الشعب والقوى الشعبية والدولة، وفى قلبها الجيش"
وأشار إلى أن "هذه الشراكة يجب أن تقوم على عقد واضح ليس من حق أحد أن يكتبه إلا بدم الشهداء والمتظاهرين والمصابين، الذين هتفوا للحرية والعدالة والكرامة، فإذا توصلنا إلى صيغة رؤية، ويلي الرؤية برنامج يؤسس لها، يمكن أن تتم الشراكة عبر آليات كثيرة من بينها المنافسة".
ورأى صباحي أن مصر مؤهلة لإحداث "نمو هائل فى الاقتصاد المصري، بشرط أن يتم توزيع عائده بالعدل وفق خطط فنية مدروسة بعقول أولاد مصر، فلا بديل عن ضرائب تصاعدية حقيقية، لأن فرض نفس نسبة الضريبة على الغني والفقير أمر خارج العدالة".
وتابع: "علينا جميعًا أن ندفع لتصور جاد لنظام يحقق عدالة ضريبة فلابد من نظرة جادة لقضية الدعم، وكل دعم للفقراء سأدافع عنه وأزوده وكل دعم للأغنياء لن يستمر وسيتم توفير ثلثي الدعم، فأنا لا أفهم إزاى الطاقة المدعومة تعطى للمصانع كثيفة الاستخدام للطاقة التى تبيع منتجاتها بالسعر العالمي، دي سرقة علنية لموارد الشعب المصرى".
حماس.. وسوريا
وحول العلاقة مع حماس قال صباحي: "حماس تمتعت عن استحقاق بتأييد كل المصريين فى السابق، لكن عندما تمس أمن مصر فإنها تخون القضية الفلسطينية، وتخرج عن ثوابت القضية والأمة العربية، أي أن من يعرض أمن مصر للخطر فإنه بذلك يحول سلاحه من الاتجاه المقدس ضد الصهاينة ليوجهه إلى صدره كفلسطيني"
وزعم أن الخطيئة التى وقعت فيها جماعة الإخوان أنها فضلت مشروع الجماعة على مشروع المجتمع، وأضاف: "لا أريد لحماس أن تكرر ذلك، وأن تنتصر لحماس على حساب الشعب الفلسطيني".
وحول الموقف من سوريا قال إنه إذا سمحت مصر بتقسيم سوريا أرضا أو شعبا، أو أن تُسرق من دورها المرتبط بالحس العروبي والوطني، فستكون مصر تفرط فى أمنها، وعلى مصر حماية سوريا ضد أي عدوان أجنبي، وأن لا تسمح بأن تكون سوريا مستهدفة كما كانت".
وتابع: "عاوزين نساعد سوريا بأن ننتمى لحلم شعبها مش لحكومتها ودولتها، لحلم الشعب السورى بإقامة دولة وطنية ديمقراطية، وأولا وقف إراقة الدم السورى على يد السلطة أو العصابات الإجرامية المسلحة التى سرقت الثورة السورية لمجموعة من المنتمين إلى فكرة تكفيرية، بحيث يقتلون ويحملون السلاح لا من أجل سوريا إنما من أجل مصالحهم".