دعا الناشط الحقوقي اليمني والقيادي في الثورة الشبابية خالد الانسي إلى تدشين حملة "مساواة"؛ لمناهضة التمييز العنصري لدى جماعة الحوثي من خلال فرز الناس على أساس انتمائهم العرقي والأسري، حيث يحظى أبناء الأسر الهاشمية التي ينتهي نسبها إلى الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكانة رفيعة في الجماعة، بينما يتم التعامل مع أبناء القبائل الموالية لها بطريقة معاكسة.
وتحمل الحملة شعار "عيال تسعة" كتعبير لتساوي الناس في خروجهم إلى هذه الحياة من بطون أمهاتهم وهم أبناء تسعة أشهر.
وقال الناشط الحقوقي خالد الانسي إن "الحوثيين يتهمون من يرفع هذا الشعار بأنه يشعر بالنقص حتى يتوقف عن رفعها ".
وأضاف لــ"عربي 21" أن "العنصرية إرث شيطاني، ومن يمارسها أو يدعو لها إنما ينتصر لإبليس لا للإسلام ".
وخاطب الحوثيين قائلاً إنه "يشعر بالنقص حينما يرى سيدهم عبد الملك الحوثي يدعي أن جيناته مقدسة، ويُصنف الناس إلى سادة، وعبيد، ويفرز من يناصرونه إلى زنابيل، وقناديل، ويخوض الحروب ليفرض عليهم كل ذلك".
ومصطلح "قنديل" تطلقه جماعة الحوثي لمن أصله هاشمي؛ أي ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب، بينما يطلق مصطلح "زنبيل" لأبناء القبائل الموالين لها.
وأشار إلى أن "الحوثيين يقتلونهم لفرض شعار الموت، ويستكثرون عليهم رفع شعار يدعو إلى المساواة أو إلى الحرية".
ولاقت الحملة التي دشنها الناشط الانسي تفاعلا من عدد من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأوضح الانسي أن أبرز مظاهر التمييز العنصري والعرقي الذي تمارسه جماعة الحوثي على أتباعها قبل خصومها، يكمن في العديد من المفاهيم والممارسات؛ منها: "فكرة الاصطفاء، حيث تدعي في أدبياتها أن الله اصطفى ذرية علي بن أبي طالب التي يقول الحوثيون إنهم من نسله، وإنهم أحق بالحكم من غيرهم".
ويعتقد الانسي أن "نظرية الاصطفاء تنتقص منه، خصوصا حينما يلاحظ أن من يؤمنون بها يسعون لفرضها بالقوة، ويقتلون من لا يؤمن بها".
ومن ضمن مظاهر العنصرية لدى جماعة الحوثي -وفقاً للانسي- "اعتبار الحكم من غير نسلهم انقلابا على قيادات الحركة؛ كونهم يفرقون بين من هو هاشمي، ومن هو قبلي، والأخير عندهم مجرد زنبيل يضحي بحياته ليحيا ويحكم القنديل".
وما يؤكد هذا التعامل -بحسب الانسي- أن "جثث أبناء القبائل في المعارك مع خصومهم تـُركت في ساحة المعارك، بينما يقاتلون لاستلام جثث من يعتبرونهم قناديل؛ أي مَن أصولهم هاشمية".
كما يذكر أن في أدبيات جماعة الحوثي ما ينص على أحقية الولاية والحكم لمن أصله هاشمي، أو ما يستدل به عندهم "أن تكون الولاية من البطنين"؛ أيّ من هم من نسل الحسن والحسين، وعدم أحقية الولاية منهم دون ذلك.
ووفقاً للناشط الانسي، فإن "جماعة الحوثي تفاضل في مقابر أتباعها على أساس عرقي؛ حيث ترفض دفن قياداتها الذين لا ينتمون إلى أصول هاشمية في مقبرة ضحيان بمحافظة صعدة شمال اليمن، والمخصصة للقيادات الهاشمية ممن يقضون في معاركهم مع خصومهم"،مؤكدا أنها "رفضت دفن أحد قياداتها في مقبرة ضحيان؛ لكونه ليس هاشميا".
ولفت إلى أن "معظم المواقع الهامة في الحركة الحوثية يتولاها قياديون من أصول هاشمية، و حين تسند إلى غير هاشمي يكون نائبه هاشمي، وتكون الصلاحيات بيده".
وفي السياق ذاته، قال الانسي إنهم رفعوا شعار "رابعة" كرمز للحرية؛ ما أغضب الحوثيين الذين قالوا إنها أخونة، وعندما رفعنا شعار "9" كرمز للمساواة الذي يقصد به أن "الناس ولدوا وهم أبناء تسعة أشهر، غضبوا أيضا، وقالوا إن من يرفع ذلك الشعر يعاني من عقدة نقص".
واتهم الحوثي بأنه "لا يريد حرية ولا مساواة، ولن يكتملوا من وجهة نظرهم إلا إذا قبلوا باستعباد سيدهم -في إشارة إلى زعيمهم عبد الملك الحوثي- وارتضوا بتقبيل ركب قناديلهم التي ينتهي نسبها إلى علي بن أبي طالب".