هددت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" من أنها ستتعامل مع أي
قوة دولية ستدخل الأراضي
الفلسطينية بنفس المعاملة التي تتعامل بها مع قوات
الاحتلال، معتبرة أن خطة وزير الخارجية الامريكي جون كيري تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
جاء ذلك على لسان قادة الحركة في مسيرات جماهيرية ليلة نظمتها "حماس" ليل الجمعة 14 شباط/ فبراير في وسط وجنوب قطاع
غزة رفضا لخطة كيري ودعما للوحدة الوطنية وتنديدا بما يتعرض له مخيم اليرموك في سوريا من عدوان وحصار منذ أشهر.
وشدد سامي ابو زهري الناطق باسم الحركة خلال مسيرة جماهيرية لحركته في رفح جنوب قطاع غزة على رفض حركته لأي اتفاق يتمخض عن المفاوضات الجارية.
وقال "الشعب لا يقبل المساومة على الحقوق والثوابت وهي ليست للتفاوض وليست للمساومة وقد نذرنا أنفسنا باستمرار التمسك بها والحفاظ عليها وقدمنا الدماء وخيرة أبناء وقادتنا".
وأضاف أبو زهري"سمعنا عن عروض فردية بين الحين والآخر، وآخرها أن المفاوضين يقبلون أن يكون هناك قوات دولية بدلا من الاحتلال إذا ما انسحب، ونحن نقول من الذي فوض عباس هذا الأمر وإن هذه القوات هي بالنسبة لنا قوات احتلال نتعامل معها مثله".
وقال "إن حماس لن تسمح بتمرير أي اتفاق يمس بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني"، دعيا رئيس السلطة محمود عباس إلى الانسحاب من المفاوضات قبل فوات الآوان، مؤكداً أن الجماهير تخرج اليوم ليقولوا كلمتهم من جديد ومرة تلو الأخرى "لا للمفاوضات وإن ما يجري تصفية حقيقية لما تبقى من حقوقنا وثوابتنا".
وأضاف أبو زهري "إن خطة كيري تهدف لتصفية قضيتنا الفلسطينية، وقد تم إعدادها بين الأمريكان والاحتلال لتصفية ما تبقى من حقوق (..) بكل أسف قبل المفاوض الجلوس على طاولة المفاوضات والتورط فيها، وهو يعرف الحقيقة تماماً أنها لا تعيد حقوقاً". واشار إلى أن الشعب الفلسطيني قد جرّب المفاوضات عشرين عاماً بعد اتفاقية أوسلو ولم يجني منها إلا "السراب تلو السراب"، وفق قوله.
وشدد على أن "حماس وكل الشعب الفلسطيني والفصائل الوطنية تجمع على رفض المفاوضات مع الاحتلال"، لافتاً النظر إلى رفض حركته لأي اتفاق سيتمخض عن هذه المفاوضات.
وأوضح أن حركة "حماس وكافة أبناء الشعب الفلسطيني سيستمرون في الخروج لإعلاء صوته ورفضه استمرار المفاوضات مع الاحتلال ، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني لا يسمع عن أخبار المفاوضات إلا من وسائل الإعلام وتجري المفاوضات بسرية وتكتم شديد بعيدا عنه، كما قال.
وطالب المتحدث باسم "حماس" وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمجتمع الدولي مراجعة مواقفهم جيداً تجاه القضية الفلسطينية، داعيا كافة الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل إطار وطني واسع يجمع كل الفصائل رفضا للمفاوضات وأي قرار يمكن أن يتمخض عنها، باعتبارها "مؤامرة يستغل فيها الاحتلال ضعف الفلسطيني وتهاونه"، حسب تعبيره.
وحول المصالحة الفلسطينية؛ قال أبو زهري: "إن حماس قدمت الخطوة تلو الخطوة لإنجازها وبدلا من مقابلة هذه الخطوات الإيجابية بإيجاب، فإنه في المقابل تزداد خطوات القمع في الضفة الغربية ضد أنصار حماس وضد المقاومين في كل الفصائل الفلسطينية".
وبين أن "المصالحة ليست شعارات بل فعل ومصداقية، وعلى السلطة في الضفة وحركة فتح أن يبرهنوا على صدق أقاويلهم وشعاراتهم"، مستنكراً الاستمرار في حملات الاعتقال وملاحقة كوادر العمل الطلابي وأبناء حماس وتعذيبهم والتنسيق الأمني مع الاحتلال.
وناشد أبو زهري كل الحكام العرب بضرورة "دعم صمود الشعب الفلسطيني لا الضغط عليه للتنازل عن أرضه وقدسه وثوابته"، كما قال.