اتهمت
روسيا الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بالسعي لإقامة "منطقة
نفوذ" على حدودها بالضغط على أوكرانيا كي تختار توثيق العلاقات مع أوروبا على حساب علاقاتها مع موسكو.
وزاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من حدة الاتهامات الروسية للتدخل الغربي في الشؤون الداخلية المضطربة لأوكرانيا في مؤتمر صحفي مشترك، الجمعة، مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وتتبادل روسيا والاتحاد الأوروبي الاتهامات منذ قرار كييف في تشرين الثاني/ نوفمبر تأجيل خطط لإبرام اتفاق تجاري مع بروكسل واستبداله بالسعي لتوثيق العلاقات مع روسيا وهي خطوة أشعلت اضطرابات كبيرة في أوكرانيا أدت إلى مقتل ستة على الأقل.
وقال شتاينماير للصحفيين إنه "ليس من مصلحة أحد إشعال فتيل برميل البارود" ولا يجب أن تصبح أوكرانيا "لعبة في الجغرافيا السياسية".
وأضاف أنه يتعين على الأطراف المتصارعة في كييف أن تتوصل إلى حل.
وقال لافروف: "اتفق تماما مع شتاينماير على ضرورة ألا تكون هناك مناطق نفوذ، لكن جذب أوكرانيا إلى طرف واحد وإبلاغها إن عليها أن تختار إما أن تكون مع الاتحاد الأوروبي أو أن تكون مع روسيا، يعني أن الاتحاد الأوروبي يحاول في حقيقة الأمر إقامة منطقة النفوذ هذه".
وأضاف أن "هذا واضح ولن تغير أي كلمات طيبة ذلك". ونقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعرف شتاينماير من خلال مهمته السابقة في ألمانيا رسالة أقل حدة على ما يبدو خلال اجتماعه مع الوزير الألماني.
وقال مصدر ألماني إن بوتين أبلغ شتاينماير ترحيب روسيا بالتحرك نحو التقارب الاقتصادي بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
وتقول موسكو إنها لا تعارض وجود علاقات قوية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لكنها تعتقد أن الاتحاد الأوروبي يحاول الضغط على أوكرانيا لتوقيع الاتفاق والاختيار بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.
وقال شتاينماير إن الجانبين يشعران بقلق أن يحل محل الهدوء النسبي في الاحتجاجات الأوكرانية في الآونة الأخيرة تصعيد للاضطرابات وإنهما يريدان التوصل إلى حل سياسي.
وعندما حذر لافروف الغرب من التدخل في الأزمة قائلا إنه يجب أن يترك الأوكرانيون لحل شؤونهم بأنفسهم رد شتاينماير قائلا إن "الاتحاد الأوروبي لا يفرض شيئا على أوكرانيا. أوكرانيا تقاربت مع الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أنه يتعين على ألمانيا والدول الأخرى أن تظل على اتصال مع جميع الأطراف.
وقال مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها ستجتمع الاثنين مع اثنين من زعماء المعارضة الأوكرانية.
واتفق الوزيران في اجتماعهما على بحث إمكانية تفويض منظمة دولية للوساطة بين الحكومة والمعارضة في أوكرانيا.
الإفراج عن كافة المتظاهرين الذي شاركوا باحتجاجات أوكرانيا
وفي سياق متصل، أعلن القضاء الأوكراني، الجمعة، أنه تم الإفراج عن جميع المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
ونقلت وكالة "إنترفاكس- أوكرانيا" عن المدعي العام الأوكراني فيكتور بشونكا، قوله إنه تم الإفراج عن كافة المتظاهرين، موضحا أنه" كان هناك 234 موقوفا، والآن لم يعد هناك أي أحد قيد الاعتقال".
وتشهد كييف أزمة سياسية حادة، أدت في الأشهر الماضية إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المعارضة، التي احتجت على رفض رئيس البلاد في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي، مفضّلا بدلا من ذلك تقاربا مع روسيا.