دعا رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى "اتخاذ خطوات لخلق مناخات إيجابية" في الضفة الغربية لتحقيق المصالحة الوطنية، مؤكداً أن حركة "حماس" وحكومة غزة لا يمكن أن تتجاوز ما يجري في الضفة من "ملاحقة واستهداف مباشر" لعناصر الحركة.
وقال هنية، خلال اجتماعه مع وفد من اللجنة المركزية لحركة "فتح" في منزله في مدينة غزة الأحد: إن "المصالحة الفلسطينية هي قرار استراتيجي للحكومة الفلسطينية وحركة حماس ونحن قدمنا العديد من القرارات والمبادرات الإيجابية من أجل خلق أجواء من الوئام والتقارب الوطني الفلسطيني".
وأضاف هنية، في كلمته التي نشرتها وكالة "الرأي" الرسمية التابعة لحكومة غزة، "نستغرب مما يحدث من اعتقالات وملاحقات واستدعاءات لأبناء الحركة (حماس) وتنسيق أمني مع الاحتلال فكل ذلك يشكل ضغطاً على صناع القرار في حماس بخصوص المصالحة على اعتبار أن قواعد الحركة في الضفة غير مطمئنة للتسوية الداخلية".
وحمّل هنية وفد حركة "فتح" رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تضمنت ضرورة وجود خطوات لخلق مناخات إيجابية بالضفة الغربية لتحقيق المصالحة لأن الحكومة في غزة وحركة "حماس" لا يمكن لهما تجاوز الأوضاع وما يجري في الضفة من ملاحقة واستهداف مباشر لعناصر وكوادر "حماس".
وسلم هنية لوفد "فتح" أسماء المسموح لهم بالعودة إلى القطاع من عناصر الحركة الذين غادروا غزة إبان أحداث الانقسام عام 2007، قائلاً "إن هذه المبادرة قدمناها لأن الحكومة لديها قناعة بضرورة تهيئة الأجواء للمصالحة رغم أننا لا نجد خطوات في المقابل ولا ننتظر مقايضات وكل هذا تأكيد على مصداقيتنا".
واتفقت حركتا "حماس" و"فتح"، خلال لقائهما الأحد، على الاجتماع الليلة وغداً الاثنين لبحث خطوات تنفيذ المصالحة والقضايا العالقة ووضع الخطط التي تمهد الطريقة لتشكيل حكومة التوافق الوطني وإجراء الانتخابات العامة.
ووصل وفد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيريز" شمال القطاع، الجمعة.
وتهدف الزيارة إلى عقد اجتماعات لإعادة ترتيب وهيكلة تنظيم فتح في قطاع غزة، وعقد اجتماع مع مسؤولين في حكومة غزة لبحث المصالحة.
ورغم الصراع السياسي والميداني، إلا أن حكومة قطاع غزة، التي تديرها حركة حماس، وحكومة الضفة الغربية، التي تديرها حركة فتح، حافظتا على درجة متدنية من التنسيق في مجالات "التعليم والصحة، والشؤون المدنية".
وفي موضوع آخر، أكد هنية أنه لا يوجد أي دور لحركة حماس على الساحة المصرية وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في مصر، معرباً عن عدم ارتياح الفلسطينيين إزاء "الحملة الإعلامية الظالمة التي تمس المقاومة والشعب الفلسطيني".
وطالب بالعمل على وقف الحملة الإعلامية في مصر ضد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لـ"الظلم".
وتنشر وسائل إعلام مصرية بشكل شبه يومي أخبار ومعلومات تتهم حركة "حماس" بالتدخل في الشأن المصري الداخلي والمسؤولية عن أحداث أمنية وتفجيرات تقع في مصر.
وفي السياق ذاته ولأول مرة ومنذ أحداث الحسم العسكري في يونيو/ حزيران 2007 تظهر إلى العلن في قطاع غزة عناصر من الحرس الرئاسي التابعة لأجهزة أمن السلطة وذلك خلال تأمينهم لموكب وفد حركة فتح الذي وصل القطاع الجمعة، بحسب مصادر مطلعة في القطاع.
ورافق حرس الرئاسة والمتوقف عن العمل في غزة منذ أحداث الانقسام وفد حركة فتح، في كافة تنقلاته بلباس مدني ووسط ترتيبات أمنية خاصة.
وفي إشارة ضمنية لرفض هذا الإجراء قالت وزارة الداخلية التابعة للحكومة بغزة التي تديرها حركة "
حماس"، إن حماية الوفود الزائرة لقطاع غزة هي من مسؤوليتها.
وتعهدت الداخلية في بيانٍ مقتضب وصل "الأناضول" نسخةً عنه اليوم الأحد بحماية كافة الوفود التي تزور القطاع سواء كانت محلية أو دولية.
وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة بغزة هي "الجهة الوحيدة والمسؤولة عن تأمين أي وفد زائر للقطاع مهما كانت صفته".
وأضافت داخلية غزة أنها لن تسمح لأحد، أو جهة بتجاوز القواعد والأصول الأمنية المتبعة في القطاع، على حد قولها.