أشعل محتجون في
البوسنة النار في مبان حكومية واشتبكوا مع شرطة مكافحة
الشغب، الجمعة، حيث أجج الغضب بسبب البطالة والجمود على الساحة السياسية يوما ثالثا من أسوأ اضطرابات مدنية تشهدها البلاد منذ الحرب التي امتدت بين عامي 1992 و1995.
وظلت
الاحتجاجات الى حد كبير في نطاق النصف الخاص بالكروات ومسلمي البوسنة من البلاد لكن قوتها تزداد.
وغطى الغاز المسيل للدموع والدخان وسط العاصمة سراييفو وأطلقت الشرطة الأعيرة المطاطية على عدة آلاف من المحتجين أشعلوا النار في مقر
الحكومة الاقليمية لمنطقة العاصمة وفي جزء من مقر الرئاسة.
كما حاول المحتجون اقتحام مقر الرئاسة لكن القوات الخاصة التابعة للشرطة تصدت لهم وأطلقت مدافع المياه.
وأصيب نحو 100 شخص في سراييفو بينهم 60 شرطيا.
واقتحم عدة آلاف من المحتجين في بلدة موستار بجنوب البلاد مبنى تابعا للحكومة المحلية وأخذوا يقذفون اجهزة الكمبيوتر ومعدات اخرى من النوافذ.
ولم تتدخل الشرطة. وفي بلدة توزلا الشمالية تحولت احتجاجات على إغلاق مصانع إلى العنف لليوم الثالث.
ورشق المتظاهرون مبنيين يتبعان الحكومة المحلية بالحجارة وأضرموا فيهما النيران واشتبكوا مع الشرطة.
وقال شاه عيان إن البعض قفز من النوافذ بعدما حاصرته النيران.
وقال المير ارنوت وهو اقتصادي عاطل عن العمل وناشط من توزلا "أعتقد أنه ربيع بوسني حقيقي. ليس هناك ما نخسره. سيكون هناك المزيد والمزيد منا في الشوارع. هناك نحو 550 ألف عاطل في البوسنة."
وأخذ بعض المحتجين جهزة كمبيوتر من مبنى البلدية في توزلا وسرقوا متجرا داخل المبنى.
وقال شاهد عيان آخر في سراييفو إنه تم إشعال النار في سيارتين وكشك للحراسة تابع للشرطة أمام مقر الرئاسة، وإنه أمكنت رؤية الدخان الاسود المتصاعد من على مسافة بعيدة.
وذكرت وسائل اعلام محلية أن مبنى حكوميا في بلدة زينيتشا بوسط البوسنة أحرق أيضا.
وهتف المحتجون الذين لبى كثيرون منهم دعوات للتظاهر على موقع فيسبوك بكلمات مثل "لصوص" و"ثورة".
ولم يستطع مراقبون تحديد سبب معين لهذه الاحتجاجات التي بدأت، الأربعاء الماضي، في توزلا ثم امتدت إلى بلدات ومدن في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة الفقيرة، حيث يعاني أكثر من واحد من كل أربعة من قوة العمل من البطالة.
ولم يسبق للبوسنة أن شهدت مثل هذه الاضطرابات المدنية منذ انتهاء الحرب الأهلية.
وقبل الصرب والكروات ومسلمو البوسنة بالركود السياسي لسنوات حتى لا تعود البلاد إلى الصراع.
وقالت الشرطة إن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا في توزلا بينهم ضابطان أحدهما إصابته خطيرة.