بين عشرات اللوحات الفنية التشكيلية التي تزين جدران غرفة صغيرة، أضفى انعكاس الضوء الخافت على ألوانها جمالا أكثر، أخذت الفنانة الفلسطينية رشا أبو زايد تتفقد طلبتها المنهمكين في رسم ما يجول في أفكارهم على اللوحات البيضاء.
وداخل مرسمها بمدينة
غزة، تنعزل أبو زايد صاحبة العقد الثالث من عمرها، هي وطلبتها في تعلم دورات الفن التشكيلي، والابتعاد عن لون الحصار، وما "تخلّفه آلة العدوان الإسرائيلي".
وتضيف أبو زايد وهي تنظر بعين ناقدة إلى إحدى اللوحات المرسومة، أن افتتاح مرسم خاص بفنها التشكيلي كان حلما يراودها، وأصبح الآن واقعا بفضل دعم قدمه لها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتابعت:"هذا المرسم أزال عبئاً كبيراً عن كاهلي، ووفر حاضنة لتطوير المواهب الفنية الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة، ونقل إبداعها إلى الخارج."
وتشتكي فنانة غزة مما وصفته من إهمال كبير من الجهات الرسمية والمسئولين بحق الفنانين، واستدركت بالقول:" الرسم التشكيلي مهم في جميع المجتمعات، ويجب أن يدخل في كل بيت فلسطيني، ويجب ألا يكون مهمشا".
ولفتت إلى أن ريشتها وتمسكها بألوانها، يجسدان القضية الفلسطينية، فهي الهم الأول والأخير للفنانين الفلسطينيين.
وتريد أبو زايد من خلال لوحاتها أن تكشف عن الوجه الجميل لغزة، وأنها ليست مكانا فقط لصوت الرصاص ولون الدم والسواد.
وتتابع: "تنطق لوحاتي بأشياء جميلة، وأن ريشة الفنانين التشكيليين حاضرة لإيصال صوت الحياة في قطاع غزة".
وترسم أبو زايد عن الأسرى والقدس واللاجئين والقضية الفلسطينية، وتجسد كل ما يدور في المجتمع من تفاصيل على اللوحات الفنية.
وتتمنى فنانة غزة أن تصل إلى العالمية، وأن تكون سفيرة الفن التشكيلي في العالم وأن تخرج من حدود القطاع غزة لتأخذ حقها كفنانة وأن يكون لها دور فعال تساعد كل فئة الفنانين ودعمهم.