دعت "منظمات الهيكل المزعوم" اليهودية المتطرفة أنصارها للإحتشاد أمام باب المغاربة غدا الخميس،إستعداداً لاقتحام المسجد
الأقصى.
وكانت الأشهر الأخيرة قد إتسمت بتصاعد وتيرة
الاقتحامات للمسجد الأقصى، وبات تواجد المتطرفين اليهود في باحاته شبه يومي، كما تزايد ما يعرف بـ"جولات الإرشاد العسكرية" حول الحرم.
ويشير الباحث المتخصص في شؤون المسجد الأقصى الدكتور عبد الله معروف في حديث لـ "عربي 21 " إلى أن "محاولة اثبات الوجود اليهودي في المسجد الاقصى انتقلت من الحركات المتطرفة الى السلطات الرسمية"، ويتابع "هناك محاولة لتصفية القضية
الفلسطينية، مع انشغال الرأي العام العربي في سوريا ومصر ودول الربيع بشكل عام، والتنازل المفرط للمفاوض الفلسطيني مع الاحتلال".
ويتفق معه رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، والذي يعزو تسارع ودعم الحكومة اليمينية
الإسرائيلية للاقتحامات، لمحاولتها إيجاد موطئ قدم في المسجد الأقصى، مستغلة ما يجري في العالم العربي مؤخراً.
"مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بدأ ينفذ على أرض الواقع"، هذا ما يقوله الناطق باسم مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا.
ويضيف أبو عطا لـ "عربي 21" أن "الوقائع الجديدة التي فرضها الاحتلال من تركيب الكاميرات، وافساح المجال لاقتحامات الاقصى من عدة ابواب، دليل واضح للتخطيط لاعتداءات أوسع على المسجد الأقصى".
وكانت "منظمات الهيكل المزعوم" دعت جموع الشعب اليهودي وأتباع هذه المنظمات للاحتشاد أمام باب المغاربة يوم الخميس 6 شباط / فبراير الجاري، وحثتهم على اقتحام المسجد وهم يحملون "علم اسرائيل" لرفعه داخل المسجد الأقصى.
"هذا الاستفزاز هو الأول من نوعه من قبل الحركات المتطرفة اليهودية" هذا ما يقوله معروف، ويضيف: "لأول مرة تكون هناك محاولات لرفع العلم الاسرائيلي منذ احتلال المسجد الأقصى، وذلك في رد على رفع الأعلام العربية داخل المسجد الأقصى".
ويوضح أبو عطا بالتنويه إلى أن "رفع الأعلام اشارة الى أن المشروع الصهيوني في الأقصى فشل في نظرهم، وهم يرون أنه لا بد أن يربطهم شيء بصري أو نظري بالمسجد".
"إطار" كيري يتجاهل المسجد الأقصى
يقول صبري والذي يشغل منصب امام وخطيب المسجد الأقصى لصحيفة "عربي 21"، إن "هناك تجاهلا مقصودا لذكر المسجد الأقصى في الخطة التي جاء بها كيري"، مشيرا الى الموقف الإسرائيلي الذي تدعمه أمريكا، يتبنى أن
القدس غير خاضعة للمفاوضات.
وهو الأمر الذي يتفق معه معروف، مشيرا الى أن الإدارة الأمريكية تعطي سلطات الاحتلال مهلة، لانجاز خطوات على الارض.
أما أبو عطا فيكتفي بالقول معقباً: "مسار التفاوض لم يأت بخير على القضية الفلسطينية".
موقف جاد
وأكد معروف وجوب أن يكون هناك موقف عربي رسمي وشعبي جاد للتصدي للاقتحامات المتكررة للمسجد، "فالمرحلة ليست مرحلة استنكار واستهجان، انما مواجهة حقيقية وتصد لواقع خطير يفرض على المسجد الأقصى".
ودعا السلطات الأردنية لاستخدام "الورقة الرابحة"، وهي معاهدة وادي عربة لردع السلطات الإسرائيلية وكفها عن الانتهاكات بحق المسجد الأقصى.
بدوره، ثمّن أبو عطا دور المقدسيين في التصدي للاقتحامات الاسرائيلية، مؤكدا أهمية وجود تحرك عربي شعبي لصد عدوان "إسرائيل" عن المسجد الأقصى.