قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، الأحد، إن بلاده "لن تكون وطنا بديلا لأي أحد"، و"القضية
الفلسطينية لن تحل" على حساب الأردن.
جاء ذلك في كلمة لجودة أمام جلسة لمجلس النواب لمناقشة جولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنقطة وتداعياتها على القضية الفلسطينية والأردن.
ومضى الوزير الأردني قائلا إن "الأردن يرفض يهودية الدولة ويؤكد على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".
وتابع أن "الجدل والتكهنات التي صدحت بها وسائل إعلام محلية وعالمية مؤخرا حول
المفاوضات (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) كانت بسبب عدم التفاوض أمام وسائل الإعلام".
وأضاف جودة أن "جميع زيارات كيري تتم بالتشاور مع جميع الأطراف، بما فيها الأردن، لدورة الأساسي في المفاوضات.. ومن حق الأردن التحفظ ورفض أي صيغة بالمفاوضات تتعارض مع مصالحه في حال صياغتها دون علمه".
وقال إن كيري "كان له على الدوام دور والتزام ملموسين في تحقيق السلام بالشرق الأوسط من خلال عمله الطويل كرئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي (الغرفة الثانية بالكونجرس).. التزام كيري بهدف تحقيق السلام كان نتاجا لتأثير الأردن و(العاهل الأردني) الملك عبد الله الثاني".
وتابع الوزير الأردني بقوله إن "كيري يوافق على المبادئ الأردنية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وإيجاد حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين وفق الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وأقرت القمة العربية في بيروت عام 2002
مبادرة السلام العربية، التي أطلقها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز (ولي العهد آنذاك)، وتقوم على انسحاب
إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين، وفي المقابل تقيم الدول العربية علاقات طبيعية مع إسرائيل. غير أنه، ومنذ عام 2002، ترفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تلك الخطة.
وخلال الأيام الماضية، وقع أعضاء في مجلس النواب
الاردني على مذكرة طالبوا فيها بعقد جلسة عامة للنواب لمناقشة جولات كيري وتأثيرها على الأردن والقضية الفلسطينية.
ولم يكشف جودة مزيد من التفاصيل حول تخوفه من تحول بلاده إلى وطن بديل للاجئين فلسطينيين، غير أنه منذ أسابيع، يشهد الأردن احتجاجات شعبية وبرلمانية في مجلس النواب، تطالب بعدم السماح بتمرير حل يمكن أن يكون على حساب فلسطين والأردن.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، أن وزير الخارجية الأمريكي سيكشف قريبا عن فحوى "اتفاقية إطارية" تعتبر مدينة القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وتنص على يهودية الدولة العبرية.
ويخشى المسؤولون والمواطنون في الأردن من حل فلسطيني - إسرائيلي يكون على حساب ملف اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة، إضافة إلى مسألة الحدود بين بلادهم وإسرائيل، وقضية مدينة القدس، التي تقع مسؤولية حماية المقدسات فيها على كاهل العاهل الاردني.
وينحدر عدد كبير من الأردنيين من أصل فلسطيني من الذين أجبروا على ترك بيوتهم قبل عشرات السنين بسبب العدوان الإسرائيلي.
واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر تموز /يوليو الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام؛ جراء تمسك الحكومة الإسرائيلية باستمرار الاستيطان على أراض فلسطينية محتلة.